وزير الخارجية الجزائري يتهم المغرب بتعطيل "الاتحاد المغاربي" ويؤكد استمرار الأزمة بين بلاده وإسبانيا
اتهم وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الممكلة المغربية، بتعطيل عمل اتحاد المغرب العربي وتجميد أنشطته، مشيرا إلى أن ذلك حدث خلال عهدته الأولى كوزير للخارجية في سنة 1995، عبر رسالة مكتوبة توصل بها من طرف وزير الخارجية المغربي أنذاك، عبد اللطيف الفلالي.
وأضاف عطاف الذي كان يتحدث للصحافة الجزائرية أمس الأربعاء بشأن التطورات في النيجر، بأن الجزائر لا تتحمل المسؤولية في تجميد العمل المغاربي، مشيرا إلى أن "الظروف لم تتغير بل تفاقمت سلبياتها ويصعب اليوم الحديث عن إحياء وإعادة الروح للاتحاد المغاربي".
وفي ذات المناسبة، تحدث وزير الخارجية الجزائرية عن تطورات الأزمة بين بلاده وإسبانيا، حيث أكد استمرار الأزمة دون حدوث أي تطورات إيجابية بين الطرفين من أزيد من سنة ونصف، حيث اعتبر أن الأسباب التي أدت إلى نشوب الأزمة بين الجزائر ومدريد لازالت قائمة.
ويتعلق الأمر، بالموقف الذي كانت قد أعلنت عنه إسبانيا في مارس من العام الماضي، في رسالة موجهة من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى عاهل المملكة المغربية، الملك محمد السادس، حيث أعلن له فيها عن دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
وبعد يوم واحد من إعلان مدريد عن موقفها الجديد من قضية الصحراء، سارعت الجزائر إلى استدعاء سفيرها لدى إسبانيا للتشاور، واعتبرت أن موقف الأخيرة من قضية الصحراء هو "خيانة للقضية" وتنصلا من التزاماتها، على اعتبار أن مدريد هي القوة المديرة في إقليم الصحراء.
ولم يعد السفير الجزائري إلى منصبه في مدريد، حيث تم تعيينه في وقت لاحق كسفير في فرنسا، فيما لازال منصب السفير الجزائري في إسبانيا شاغرا إلى حدود اليوم، ولم تكتف الجزائر باستدعاء السفير، بل أتبعت ذلك بقرار تعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا، وتخفيض مستوى العلاقات التجارية والمالية بين الطرفين.
وبخصوص الأزمة مع المغرب، فإن وزير الخارجية الجزائري، وفق ما يرى الكثير من المهتمين بالعلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، تجاهل الدعوات الكثيرة التي أطلقتها الرباط لتحسين العلاقات الثنائية وطي صفحة الخلافات، وإعادة العمل من جديد لإحياء اتحاد المغرب العربي.
ووفق ما يرى الكثير من المتتبعين للعلاقات الجزائرية المغربية، فإن الجزائر هي التي تصر في السنوات الأخيرة على استمرار القطيعة مع المغرب، في الوقت الذي يمد الأخير يده للجزائر لتجاوز المشاكل والأزمات والبدء في صفحة جديدة في العلاقات وفتح الحدود بين البلدين.