الانقلاب العسكري في الغابون.. فرنسا تخشى سقوطا جديدا والمغرب قد يكون أكبر المستفيدين
زاد الانقلاب العسكري الذي حدث في الغابون أمس الأربعاء، من إرباك حسابات فرنسا في القارة الإفريقية، في الوقت الذي كانت تُلقي بكل اهتمامها على ما يجري في النيجر وتداعيات الانقلاب العسكري الذي حدث هناك منذ أزيد من شهر، والذي أطاح بنظام محمد بازوم الذي كان حليفا لباريس.
وحسب عدد من التقارير الإعلامية الفرنسية، فإن الانقلاب العسكري في الغابون يُهدد المصالح الفرنسية في هذا البلد، خاصة أن هناك تخوفات من احتمالية أن تظهر نزعة معارضة لفرنسا في أوساط قادة الانقلاب، مثلما حدث في دول أخرى، كالنيجر وبوركينا فاصو ومالي، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية على التواجد الفرنسي في الغابون.
ووفق نفس المصادر، فإن مرحلة ما بعد الانقلاب في الغابون لم تتضح معالمها بعد، خاصة أن قادة الانقلاب بزعامة الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، لم يصدر منهم أي موقف مضاد لفرنسا أو للغرب عموما، الأمر الذي يُعتبر أحد الأسباب التي جعلت مواقف باريس تتسم بالليونة إلى حدود الساعة بخلاف المواقف التي أعلنتها بشأن الانقلاب في النيجر، وإن كانت باريس قد أعلنت معارضتها لما جرى ضد نظام علي بونغو.
عدم اتضاح الرؤية في المشهد الانقلابي في الغابون، هو الذي يقف وراء اتخاذ فرنسا وضعية مراقبة التطورات عن كثب، لكن مخاوف باريس تبقى قائمة حسب الصحافة الفرنسية، في ظل تنامي نزعة معارضة لباريس في القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة، خاصة أن تأثيرات الانقلابات الأخرى في القارة قد تصل تداعياتها إلى الغابون أيضا.
ومن جهته، فإن المغرب بدوره يراقب تطورات الأوضاع في الغابون عن كثب، خاصة أن العلاقات بين الرباط وليبروفيل في عهد علي بونغو كانت في أحسن أحوالها، وقد ساهم بونغو في تقارب كبير بين البلدين وزيادة التعاون الثنائي، وبالتالي فإن الرباط تسعى لتدبير مرحلة ما بعد الانقلاب بالكثير من الروية والحكمة.
وأكد المغرب في بلاغ لوزارة الخارجية "على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنت"، مشيرا إلى أن "المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق".
ويتبين من خلال البلاغ الرسمي للمغرب، أن الرباط لا تريد أن تتخذ أي موقف لحساب طرف على طرف آخر، وهو موقف وسطي تسعى من خلاله المملكة المغربية، أن تُبقي على "مسافة آمان" بينها وبين ما يجري في الغابون، تفاديا لأي تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية في المستقبل.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما الذي يتزعم الانقلاب في الغابون، يرتبط بعلاقات جيدة مع المملكة المغربية، وكان قد تخرج من الأكاديمية الملكية العسكرية في مدينة مكناس، ولعل هذا يُفسر جانبا من تريث المغرب في اتخاذ أي موقف صريح إلى حدوج اللحظة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :