صحيفة إسرائيلية: ولي العهد السعودي اقترح على عباس تجديد المساعدات المالية المجمدة منذ 2016 مقابل دعم التطبيع مع إسرائيل
أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن المملكة السعودية اقترحت تجديد مساعداتها للسلطة الفلسطينية في إشارة محتملة إلى أن الرياض تتطلع إلى إقناع السلطة الفلسطينية بدعم جهودها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وحسب نفس المصدر فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عرض لأول مرة تجديد المساعدات – التي تم تجميدها بالكامل في عام 2016 وسط مزاعم بالكسب غير المشروع – عندما زار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المملكة الخليجية في أبريل، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين سعوديين لم تذكر أسماءهم.
ومن المرجح أن لا يحظى الاتفاق مع اسرائيل بشعبية لدى العديد من السعوديين نظرا للمشاعر القوية المؤيدة للفلسطينيين في الدولة الخليجية. لذلك، فإن ختم موافقة السلطة الفلسطينية على اتفاق التطبيع مع إسرائيل يمكن أن يساعد في تخفيف ردود الفعل السلبية في السعودية وفي العالم الإسلامي على نطاق أوسع.
وفي الوقت نفسه، حسب نفس الصحيفة الإسرائيلية، فإن شرعية السلطة الفلسطينية بين الفلسطينيين تلامس أدنى مستوياتها منذ سنوات بسبب مزاعم بالفساد ورفض عباس إجراء انتخابات رئاسية منذ عام 2005. وبناء على ذلك، قد تحتاج الرياض إلى أكثر من موافقة رام الله من أجل بيع الاتفاق داخليا وخارجيا.
وقال ولي العهد السعودي أنه سيتم تجديد التمويل إذا تمكن عباس من كبح الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية واستعادة السيطرة على أراضي السلطة الفلسطينية ما وراء الخط الأخضر. كما وعد الزعيم السعودي عباس بأن أي اتفاق مع إسرائيل لن يضر بالجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية، حسبما قال مسؤولون سعوديون حاليون ومسؤولون فلسطينيون سابقون مطلعون على المحادثات لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأوضحت مصادر سعودية أن عرض المساعدة لم يكن مرتبطا بشكل مباشر باتفاقية تطبيع محتملة مع إسرائيل، على الرغم من أن الرياض تأمل في أن توفر هذه المساعدة لرام الله حافزا أكبر لدعم جهود المملكة.
كما قال المسؤولون إن دعم عباس للتطبيع ضروري لإضفاء الشرعية على مثل هذا الاتفاق ومنع اتهامات للرياض بأنها تعمل على تحقيق مصالحها على حساب سعي الفلسطينيين إلى إقامة دولة.
ومن المقرر أن يسافر وفد من كبار المسؤولين الفلسطينيين إلى السعودية الأسبوع المقبل لمناقشة المطالب التي من المقرر أن تقدمها الرياض لإسرائيل كجزء من اتفاق تطبيع محتمل.
وذكرت القناة 13 يوم الأحد أنه بعد اعتقادها في البداية أن الاتفاق مع السعودية لن يتطلب لفتات كبيرة للفلسطينيين، بدأت القيادة الإسرائيلية الآن تدرك أنه سيتعين عليها في الواقع تقديم شيء مهم.
ويرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن التطبيع مع الرياض هو هدف رئيسي للسياسة الخارجية ويمكن أن يعزز إرثه. لكن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية الحالية على أي تنازلات مادية للفلسطينيين ليس مؤكدا على الإطلاق بسبب وجود عناصر يمينية متطرفة مختلفة في الائتلاف.