ارتفاع جديد في وتيرة الهجرة صوب أوروبا.. 744 من القوارب نقلت مئات المهاجرين من المغرب والجزائر نحو السواحل الإسبانية
تصاعد جديد لوتيرة الهجرة غير النظامية تشهده سواحل الجارة الشمالية إسبانيا، بعدما زادت التدفقات بنسبة تجاوزت 48 في المائة خلال السنة الجارية، وذلك وسط انتقادات مدنية شديدة اللهجة لسياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة الحالية.
ووفقا لآخر تقرير صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية، فإن مدريد باتت تواجه صعوبة حقيقية في احتواء الهجرة غير النظامية عن طريق البحر والبر، سيّما مع ارتفاع وتيرة وصول المهاجرين إلى شبه الجزيرة وجزر البليار بنسبة 48 في المائة خلال العام الجاري على متن 744 قاربًا، وهو ما يعني أن 3000 مهاجرا إضافيا في عام واحد فقط، بحيث ارتفعت أعدادهم من 6359 في العام الماضي إلى 9409 في عام 2023.
وسجّلت الداخلية الإسبانية، أنه في الفترة من 1 يناير إلى 31 غشت، دخل حوالي 21.780 مهاجرًا إلى إسبانيا، معظمهم عن طريق البحر، أي حوالي 21.025 مهاجر غير نظامي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 22.5 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، مقابل الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، حيث وصل 19007 مهاجرين إلى الساحل.
وبالمقابل، فقد عادت وتيرة وصول القوارب غير النظامية إلى الارتفاع على مستوى البحر الأبيض المتوسط، بعدما شهدت انخفاضا في الأسبوعين الأولين من شهر يوليوز وحتى نهاية غشت، أما على مستوى شبه الجزيرة وجزر البليار، فأكدت المعطيات الرسمية، أنه على الرغم من أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف، إلا أنه لا تزال جزر الكناري هي الوجهة الغالبة للقوارب التي تحمل المهاجرين.
وفي الأشهر الثمانية الأولى، وصل حوالي 11,439 شخصًا على متن 212 قاربًا إلى الجزر مقارنة بـ 10,637 في نفس الفترة السابقة، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 7.5 في المائة عن العام الماضي نتيجة لزيادة عدد الوافدين في الأسبوعين الأخيرين من شهر غشت.
وشهدت الأشهر الثمانية من العام الجائري، أكبر زيادة مقارنة بعام 2022، بحيث بلغت عدد القوارب الواصلة إلى شبه الجزيرة وجزر البليار، حوالي 9409 أشخاص على 744 قاربًا، وهو ما يمثل أكثر من 3000 مهاجر إضافي وزيادة قدرها 48 في المائة.
وفي وقت ذكرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية، أنه على الرغم من التنازلات التي قدمها سانشيز للرباط بخصوص مغربية الصحراء، المغرب لم يقم بدوره في احتواء الهجرة، وما زال تدفق المهاجرين يتزايد برا وبحرا، أحيت المعطيات الرسمية وموجة المهاجرين التي وصلت إلى سواحل الأندلس وغرناطة نهاية الأسبوع الماضي (700 في يومين حسب الحرس المدني) (أحيت) المطالب القديمة بتدخّل قوات وهيئات أمن الدولة لتدبير هذا الملف المؤرق بالنسبة للجارة الشمالية والقارة العجوز.
وألقت جمعية الأغلبية للمعهد المسلح "جوسيل" من جانبها، باللوم على الحكومة الإسبانية، منتقدة باسم المتحدث باسمها، أوغوستين ليال، بشدة سياسة الهجرة المعتمدة في قوله: "لا يمكنك تقديم طلب اللجوء لأولئك الذين يدخلون بشكل غير قانوني، لأن هذا وببساطة يشجع المزيد منهم على القدوم".
