الكارثة الأسوأ بالمغرب منذ قرن.. زلزال الحوز يتجاوز فاجعتي أكادير والحسيمة من حيث الشدة وعدَّاد القتلى لا يتوقف
لا زال المغرب يحصي، إلى حدود الساعة، أرواح أبنائه الذين قضوا في الزلزال الذي ضرب المملكة مساء أمس الخميس، متسببا في مصرع أكثر من 1305 قتيل، و1832 جريح من بينهم 1220 في حالة حرجة، مع وجود عدد غير معروف من مجهولي المصير تحت الأنقاض، في حين تشير كل المؤشرات الرسمية إلى أن الأمر يتعلق بالهزة الأرضية الأسوأ في التاريخ الحديث للمملكة.
ووفق ما أعلنه بلاغ مشترك صدر منتصف ليلة الجمعة – السبت عن المعهد الوطني للجيوفيزياء والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، فقد تم تسجيل هزة أرضية بلغت شدتها 7 درجات على سلم ريختر، مركزها جماعة إيغيل بإقليم الحوز، بعمق 8 كيلومترات، ما يعني أن الزلزال أقوى من ذاك المسجل بإقليم الحسيمة قبل 19 عاما.
وبالرجوع إلى قائمة الزلازل التي ضربت المملكة منذ بداية القرن العشرين، نجد أن آخر مرة سُجلت بها هزة أرضية بقوة 7 درجات كانت في 29 يناير 1909 بمدينة تطوان، وفي 28 فبراير 1969 ضرب زلزال قوي المغرب، لكن مركزه كان في البرتغال ووصل إلى 7,8 درجات على سلم ريختر.
وكانت المملكة على موعد مع الهزة الأرضية الأعنف خلال القرن الماضي بتاريخ 29 فبراير 1960 بمدينة أكادير، والتي عرفت بـ"زلزال أكادير العظيم"، وحيث بلغت قوتها 5,8 درجات على سلم ريختر، ما تسبب حينها في وفاة حوالي 15 ألف شخص أي ما يقارب ثلث السكان، وإلى آلاف الجرحى وآخرين بلا مأوى.
الكارثة التي وقعت بعد أقل من 4 سنوات على إعلان الاستقلال، في الوقت الذي كان فيه المغرب مشغولا ببناء مؤسسات الدولة الحديثة، دفعت المملكة إلى العمل على مشروع سيمنح أكادير اسم مدينة "الانبعاث"، حيث ستتم إعادة بناء المدينة بالكامل بشكل عصري ووفق معايير حديثة حينها لمقاومة الهزات الأرضية.
ولم تشهد المملكة بعد ذلك زلازل مدمرة لعقود، إلى غاية يوم 24 فبراير 2004، حينما استيقظ سكان إقليم الحسيمة في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا على وقع هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها 6,3 درجات على سلم ريختر ما أدى إلى وفاة 628 شخصا، وهي فاجعة استدعت تنقل الملك محمد السادس إلى المنطقة من أجل تفقد الضحايا والأضرار.
وكما كان الحال بالنسبة لأكادير، فإن زلزال الحسيمة لفت الانتباه للإقليم ولمنطقة الريف عموما، وخصوصا للجماعات القروية التي كانت الأكثر تضررا، وإلى جانب الدعم الطبي والمساعدات العينية العاجلة التي وجهت للمنطقة، فإن السلطات هناك فرضت ضوابط جديدة على الأبنية، خصوصا وأنها تتواجد في منطقة شهدت بعد ذلك العديد من الهزات الأقل عنفا.
لكن مأساة الزلزال الحالي، الذي كان مركزه إقليم الحوز، ووصلت امتداداته العنيفة إلى مراكش وتارودانت وأزيلال ووارزازات وشيشاوة وحتى الدار البيضاء، أصبحت الأسوأ منذ أكثر من قرن من الزمن على مستوى قوة الهزة، الأمر الذي أكده بشكل رسمي المعهد الوطني للجيوفيزياء، وسط تضرعات المغاربة ألا تكون كذلك حتى على مستوى الأرواح التي أزهقت.
ووفق آخر تحديث لوزارة الداخلية المغربية، فإنه إلى حدود الساعة السابعة مساء، بلغ 1305، وعدد الجرحى 1832، من بينهم 1220 في حالة حرجة، حيث تم تسجيل 694 حالة وفاة بإقليم الحوز، و347حالة بإقليم تارودانت، و191 حالة بإقليم شيشاوة، و39 حالة بإقليم ورززات، و14 حالة وفاة بعمالة مراكش.