مروحية تحطمت وجثث تحللت وأوبئة انتشرت.. مخترعو الأخبار الزائفة يجدون في فاجعة الزلزال مجالا خصبا لحصد "التفاعل" على حساب مأساة الضحايا
على الرغم من أن الكارثة التي تعيشها أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة والمناطق المجاورة لها إثر الزلزال، كافية وحدها لملء نفوس المواطنين هناك بالرغب، إلا أن الكثيرين يعتبرون أن ذلك لم يكن كافيا، ليشرعوا في نسج العديد من الأخبار الزائفة، الكثير منها ذو طابع مأساوي، والتي تلقى رواجا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتُسهم في تحريك العديد من الحسابات.
أحدث هذه الأخبار هي ما راج اليوم الأربعاء بخصوص تحطم طائرة مروحية بمنطقة أزيلال، تارة يقول متداولو المعطى إنها تابعة للقوات المسلحة الملكية وتارة للدرك الملكي، غير أن مصدرين من السلطة المحلية أكدا للصحيفة أن هذا الخبر زائف، وأورد أحدهما "حادثة مثل هذه لا يمكن أن تخفى على السلطات، ولو حدثت لجرى نشر التوضيحات اللازمة بشأنها".
واليوم أيضا، بدأت تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي تحذيرات زائفة منسوبة لقنوات الإعلام العمومي، تتحدث عن أن زلزالا جديدا سيضرب المملكة على الساعة الواحدة والنصف ليلا، وتدعو السكان في المناطق المعنية إلى مغادرة منازلهم بعد منتصف الليل، على الرغم من عدم وجود أي تحذير رسمي من السلطات.
وفي إحدى تلك الأخبار الزائفة جرى استغلال منشور سابق للقناة الثانية 2M وأحدثت عليه تغييرات لنشر مزاعم مفادها أن الزلزال سيضرب مدن الدار البيضاء والرباط وسلا ومراكش والقنيطرة وأكادير وكلميم، إلى جانب إقليم الحوز، وعلى الرغم من أن المنشور كان مكتوبا بلغة ركيكة ومليئة بالأخطاء إلا أنه لقي انتشارا عبر الفيسبوك والواتساب.
ويوم أمس الثلاثاء، انتشر على نطاق واسع خبر انتشار الجثث المتحللة في العديد من المناطق المنكوبة، وتحدث مروجوه على أن الأموات منتشرون في العراء أو تحت الأنقاض وأن روائح التحلل قد بدأت تصدر عنهم، على الرغم من أن وزارة الداخلية أكدت بشكل رسمي أنه تم دفن 2884 شخصا من أصل 2901 فارقوا الحياة جراء الزلزال.
ومن بين الأخبار الزائفة التي تم تداولها أيضا مؤخرا، خبر حدوث انهيار صخري على الطريق الرابط بين مراكش تارودانت أدى إلى مصرع 6 أشخاص كانوا ينقلون المساعدات إلى الإقليم المنكوب، الأمر الذي أثار حالة هلع في نفوس العائلات التي ذهب أبناؤها بشُحن المساعدات إلى تلك المنطقة، قبل أن تنفي السلطات المحلية ذلك بشكل رسمي.
وفي الوقت الذي كان فيه سكان المناطق المتضررين ينشدون وصول الغوث والمساعدات بشكل عاجل، واصل "مخترعو" الأخبار الزائفة نشر معطيات مخيفة جديدة، إحداها تحدثت عن أن الإعصار الذي ضرب ليبيا يتجه نحو المغربي، وأخرى نسبت لمصالح الأرصاد الجوية ادعاءات بتهاطل أمطار عاصفية قوية مع وجود إنذار باللون البرتقالي، وهو ما جرى نفيه من طرف المديرية المختصة.
وقالت المديرية العامة للأرصاد الجوية في بلاغ أنه "على إثر مغالطات متداولة على شبكة التواصل الاجتماعي حول نشرة إنذارية تهم عواصف رعدية قوية تصل إلى 120 ميليمتر ورياح قوية تصل إلى 95 كيلومتر في الساعة”، فإنها "لم تصدر أي نشرة إنذارية بهذا الخصوص، وأضافت أنه "يُتوقع ابتداء من يوم الأربعاء بعد الزوال، أن تهم بعض الأمطار والزخات الرعدية الضعيفة مرتفعات الأطلس المتوسط والسهول المجاورة".
وبشكل يضرب في جهود الدعم التطوعي الذي انخرط فيه المواطنون المغاربة من مختلف المناطق، انتشر خبر زائف مفاده أن السلطات قررت منع الوصول إلى القرى المنكوبة بالنظر لتفشي الأوبئة هناك، ودعا ماشرو المعلومة إلى توجيه التبرعات إلى مؤسسة محمد السادس للتضامن، وهو ما نفته السلطات المغربية عبر وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :