بعد أن أعلمته أن انفصال الصحراء غير واقعي.. زعيم البوليساريو "يشتكي" الولايات المتحدة الأمريكية لغوتيريش!
اشتكى زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، الولايات المتحدة الأمريكية، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وذلك خلال ما وصفته الجبهة بـ"محادثة" جرت بينهما بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهي الخطوة التي تأتي بعدما حسمت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، قرارها بإعلان دعم السيادة المغربية على الصحراء.
ووفق وسائل إعلام البوليساريو، فإن الأمين العام للجبهة الانفصالية "أشار إلى محاولات بعض الأطراف الانحراف بعملية السلام برمتها عن إطارها القانوني الواضح من خلال إدخال بعض المصطلحات الفضفاضة مثل "الواقعية" و"العملية" في قرارات مجلس الأمن، في إشارة إلى المواقف الأخيرة التي عبرت عليها خارجية واشنطن.
وأوردت الجبهة أن غالي أكد على أن "الطرف الصحراوي يرفض جملة وتفصيلا هذا التوجه الخطير الذي لن يؤدي إلا إلى تشجيع دولة الاحتلال المغربي على التمادي في احتلالها العسكري غير الشرعي لأجزاء من ترابنا الوطني في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي"، وفق التعبير الوارد في الموقع الناطق باسم قيادتها.
وتحيل هذه الخطوة، التي تأتي على هامش انعقاد الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، على ما صدر عن الجبهة إثر لقاء قياداتها بمساعد وزير الخارجية الأمريكي جوشوا هاريس، خلال لقاء بين الطرفين خلال الجولة التي قادت هذا الأخير إلى الجزائر والمغرب، وحينها أخبر هاريس الجبهة بأن انفصال الصحراء غير واقعي.
ولم تنتظر الجبهة طويلا آنذاك، قبل أن تُصدر منشورا صاغته بلهجة احتجاجية قالت فيه إن "الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل "الواقعية" وغيرها، لن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة"، إلا أن ذلك لم يمنع هاريس من تكرار الخطاب نفسه أمام وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
وتأتي "شكوى" غالي لغوتيريش قُبيل اجتماعات منتظرة لهذا الأخير مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي جدد دعم بلاده للطرح الانفصالي خلال كلمته يوم أمس الثلاثاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يُنتظر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أيضا بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حول الموضوع نفسه.
وقبل ذلك كان ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام قد زار لأول مرة مدينتي العيون والداخلة للقاء بمنتخبي المدينتين، والاستماع إلى وجهات نظر داعمي الطرح المغربي والطرح الانفصالي أيضا قبل أن يذهب إلى الرباط ثم إلى الجزائر وموريتانيا، في جولة تسبق التقرير الذي سيُعرض على مجلس الأمن شهر أكتوبر المقبل.