انطلاق فعاليات الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه القادرية البودشيشية"
انطلقت في قرية مداغ بمحافظة بركان شمال شرقي المغرب، مساء أمس السبت، فعاليات الدورة الثا"منة عشر للملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه القادرية البودشيشية، وهي أكبر طريقة صوفية في المملكة.
وهذه الدورة تُنظم بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، تحت شعار "اﻟﺘﺼﻮف واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ من أجل تأسيس مواطنة شاملة".
ويشهد الملتقى مشاركة علماء ومفكرين وباحثين من مختلف القارات، وسيناقشون الموضوع الرئيس الذي يعبر عنه شعار الدورة الراهنة.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ يتوافد على مقر الطريقة منتسبون (مريدون) من مختلف أرجاء المغرب والعالم، للمشاركة في الملتقى المتواصل حتى 28 سبتمبر الجاري، الذي يصادف الاحتفال بذكرى المولد النبوي.
ودأبت الطريقة القادرية البودشيشية على إحياء هذه المناسبة بتنظيم "الليلة الكبرى"، وهي ليلة يجتمع فيها المريدون حول شيخ الطريقة جمال الدين بودشيش، لمدح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال منير القادري بودشيش، نجل شيخ الطريقة ومدير الملتقى، للأناضول، إن "الملتقى ينظم هذه السنة في سياق استثنائي وخاص يتجلى في المصاب الجلل الذي حلّ بالمغاربة والمتمثل في الزلزال المدمر".
وفي 8 سبتمبر الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مدنا مغربية مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت (وسط)؛ مخلفا 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.
وتابع بودشيش: "لقد تجند المغاربة لمواجهة آثار الزلزال بكل رضى وإيمان، وقدموا درسا في القيم الوطنية".
ومضى قائلا إن هذه الهبة الشعبية "تدور حول قيم التضامن والتآزر وتقدم درسا في التآخي، والشعب المغربي متشبع بالتربية الإسلامية".
وموضوع الملتقى "يأتي في تناغم وانسجام مع هذا السياق، لتسليط الضوء على قيم المحبة والإيثار والتضامن والتآخي والتآزر، للتأكيد عليها كمخزون تربوي وقيمي للتصوف، الذي هو من ثوابت الهوية الإسلامية"، كما ختم بودشيش.