ميارة يدعو أمام "المؤتمر الأوروبي لرؤساء البرلمانات" إلى تعزيز المؤسسات وإشراك المواطنين في العملية الديمقراطية
أكد النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين خلال كلمة ألقاها بصفته رئيسا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط خلال أشغال "المؤتمر الأوروبي لرؤساء البرلمانات" المنظم من قبل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان الأيرلندي، بدبلن، أيرلندا، يومي 28 و29 من شهر شتنبر الجاري، أن المنطقة الأورومتوسطية والمناطق المجاورة تواجه بشكل غير مسبوق سلسلة من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة، بسبب النزاعات والتقلبات السياسية، والهجرة غير الشرعية، والكوارث الطبيعية، وانعدام الأمن الغذائي، وتأثيرات تغير المناخ، والتهديد بمنطقة الساحل، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة ومستقبل الأجيال القادمة.
وشدد في هذا السياق، على دور ومسؤولية البرلمانات في مواجهة التغيرات المتسارعة والتحديات المعقدة وحالة عدم اليقين السائدة المتسمة بهشاشة المؤسسات الوطنية، وذلك من خلال ضمان شرعية وموثوقية هذه الأخيرة والالتزام بالمبادئ الأساسية للديمقراطية التمثيلية وضرورة الابتكار والحوار والعمل المشترك لتعزيز المؤسسات وإشراك المواطنين في العملية الديمقراطية.
وحسب بلاغ لمجلس المستشارين، فقد شكل هذا المؤتمر فرصة لترسيخ الحوار البرلماني مع رؤساء البرلمانات والاتحادات المشاركة سواء على المستوى الثنائي مع مختلف الدول الأوروبية أو في إطار التموقع داخل المحافل البرلمانية الدولية، خدمة للمصالح العليا للمملكة المغربية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وإبراز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
كما كان المؤتمر مناسبة أبرز خلالها النعم ميارة المكتسبات التي حققتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس والتي همت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، لاسيما تلك التي جاء بها دستور 2011، من خلال تكريس مبادئ الديمقراطية التشاركية وتعزيز الديمقراطية التمثيلية ودور المرأة والشباب في الحياة السياسية، وكذا مبدأ المساواة بين الجنسين، وذكر في هذا السياق بمبادرة الملك الأخيرة المتعلقة بإعادة النظر في مدونة الأسرة من خلال مشاورات تشاركية واسعة.
ويترأس النعم ميارة برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي يضم 34 دولة عن منطقتي المتوسط والخليج العربي، للفترة 2023-2024، في إطار المسعى لتعزيز دور مجلس المستشارين في أعمال هذه المنظمة البرلمانية والانخراط في مبادراتها لتحقيق التنمية والاستقرار الإقليميين، ولإبراز الدور الذي تقوم به المملكة المغربية في تعزيز القيم المشتركة والحوار والتفاهم بين بلدان المنطقتين وكذا دول الجوار، بما يخدم السلام والاستقرار والتعايش والتنمية المشتركة.
ويحضر هذه القمة البرلمانية الأوروبية التي افتتحت أشغالها يومه الخميس، 42 رئيسا ورئيسة لمجالس برلمانات وطنية أوروبية وشركاء من دول الجوار واتحادات برلمانية إقليمية ودولية، حيث يناقشون مواضيع مرتبطة بقضايا الديمقراطية التمثيلية والتشاركية في سياق عدم الاستقرار، وموضوع المساواة ومشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.