بعد ساعات من توقيع اتفاق مع المغرب.. وزير الفلاحة الإسرائيلي يؤكد: أتركوا الاعتبارات الدينية والثقافية واستفيدوا من تجربة إسرائيل في تحول أرض قاحلة إلى ولّادة لـ"إنقاذ العالم"
دعا وزير الفلاحة الإسرائيلي، آفي ديشتير، الحكومة المغربية ونظرائها حول العالم إلى ترك الاعتبارات الدينية والثقافية جانبا، والتركيز على ضرورة التعاون البنّاء في مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها التغييرات المناخية التي باتت تؤرق بال الوجود فوق الكوكب، ليؤكد على أن بلده مستعد تماما لمشاركته تجربته "العظيمة" في تحقيق الاكتفاء الذاتي للغذاء، وتحويل أرض قاحلة إلى خصبة ولّادة.
وأوضح المسؤول الحكومي الإسرائيلي، في المداخلة التي قدّمها في إطار أشغال جلسة المناقشة الثالثة، التي احتضنها قصر المؤتمرات بمراكش أمس الخميس، تحت شعار "الحد من المخاطر والنظم البيئية للغد: المعالة الإفريقية والتعاون جنوب-جنوب"، (أوضح)، أن المرحلة الحالية تستدعي توحيد الصفوف.
وموجّها كلامه للحكومة المغربية الحاضرة فوق المنصة في شخص وزير الفلاحة والصيد البحري، محمد الصديقي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد أيت الطالب، قال المسؤول الحكومي الإسرائيلي: "ونحن كلنا مجتمعون هنا، دعونا نترك كل الاعتبارات الدينية والثقافية، ونعمل على مواجهة التحديات المشتركة في سبيل تحقيق النماء والرخاء الاجتماعي، سيما وأنه توجد تنبؤات أممية تتوقع نموا ديمغرافيا عالميا، إلى جانب التقديرات التي تقول أن 100 ملايين من الناس سيعانون المجاعة، فضلا عن تأثيرات التغييرات المناخية التي تؤثر على حياتنا".
وأشار المتحدث، إلى أن الأزمة المناخية بحد ذاتها، تشكل أهم التحديدات التي تعاني منها المجتمعات حول العالم وتهدد الرخاء الاجتماعي، وهو ما يؤكد أننا قد وصلنا إلى نقطة ضرورة الفهم الجيد للتغيرات المناخية والقيام بتدخل مشترك سواء على مستوى توفير الغذاء وتحقيق النظام الغذائي ضمن المنظومة التي مسها الهشاشة ما يفرض الضغط على الحيوانات والبشر بتأكيد من الخبراء".
وشدّد المسؤول الحكومي الإسرائيلي، على ضرورة العمل المشترك ورفع جودة المشاريع مشيرا إلى أن "كلها تحديات نواجهها جميعا، بطريقة جماعية".
ولفت وزير الفلاحة الإسرائيلي، إلى أن بلده عند تأسيسها، ضخّت جهودا مضاعفة ومتواصلة وجادة لتسد حاجياتها وتحقيق اكتفاءها الذاتي موردا: "لقد حاولنا استعمال ما هو متاح والتعامل مع الأماكن الصحراوية وحاولنا خلق الخصوبة في الأرض هناك" مضيفا: "لهذا ما نعانيه عالميا يمكن تحويله لفرصة، والازمة الدولية فرصة للخبراء والسياسيين حول العالم من أجل التعاون ووضع يد في يد، إلى جانب المقاولات دعونا نتعاون لنجتمع لنخلق شراكات ونشتغل جماعيا لتدشين طريق النماء والامن الغذائي حقا".
وزاد المسؤول الحكومي بالقول: "حان وقت اتخاذ القرارات وأنا أؤمن أنه من خلال العلم وتبادل المعلومات والتفكير خارج الصندوق، سننجح تماما كما نجحت في ذلك إسرائيل عندما تمكنت رغم الاكراهات الجغرافية والمناخية في تحقيق الإزدهار الزراعي، وذلك بفضل الخبراء والمزارعين والتكنولوجيات الابتكارية التي انسجمت ببعضها البعض، وخلقت صناعات ابتكارية تقودنا نحو الأمن الغذائي".
ومع تأكيد وزير الفلاحة الإسرائيلي، على أنه لا بد من الاعتماد على تقنيات تحويل مياه غير صالحة للشرب صالحة، أشار إلى أن عوامل بنيوية أسهمت في تحقيق بلده لكل ما سبق، بحيث كان الهدف هو إيصال الغذاء للجميع، ذلك أن الزراعة أولوية".
ودعا المتحدث في السياق ذاته، إلى تخزين المنتجات الزراعية، مشيرا إلى أنها استراتيجية معتمدة من الأجداد منذ آلاف السنين، ذلك أن التخزين الجيد بجودة عالية وكمية كبيرة سيعود بالنفع على الدول ليتمكنوا من تحقيق الأمن الغذائي، سيما وأن إسرائيل خفضت بنسبة 0,5 في المائة من الخسارة، كما تسير على نفس النهج العديد من الدول المتطورة والتي تدبر الأمر بشكل جيد، فالخبرة والتعاون والتشارك مع الجهات المصلحية، والمراقبة الجيدة كلها نفعتنا في تخزين الحبوب.
أما الروح الابتكارية ، فجعلت إسرائيل وبحسب وزير فلاحتها تحقق الأمن الغذائي، موردا: "ونحن مستعدون لمشاركة تجربتنا وتقاسم العلم والعلوم وكل شي، كما أننا مستعدون لوضع يدنا في يد الجميع، ويمكن أن نقوم مجتمعين بخطوة كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي فكل بلد لديها قطاعاتها الخاصة وكفاءاتها وخبرتها ولابد من تجميعها، ونحن من الضروري أن نعطي القدوة للجميع لكي نضمن التزويد الدائم في جميع الاوقات".
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المداخلة، تقدم بها المسؤول الحكومي الإسرائيلي بعد ساعات معدودة من توقيع اتفاق ثنائي مع المغرب في إطار الشراكة على تبادل المعارف والخبرات فيما يخص الفلاحة وعدد من القضايا الأخرى بما فيها الماء.
وتأتي هذه الاتفاقية الجديدة بين الرباط وتل أبيب، وفق ما صرح به المسؤول الحكومي نفسه، تنفيذا لتعليمات قائدي البلدين، كل من الملك محمد السادس والرئيس نتنياهو، اللذين يقومان بـ"خطوات هامة لتعزيز الشراكة بين البلدين".
وأكد ديشتير في تصريح للصحافة على هامش توقيع الاتفاقية، أن هذا التوقيع هو "مجرد بداية فقط"، مشددا على أنه متأكد من أن السنوات المقبلة سيتحقق "نتائج جيدة حتى تحقيق الأمن الغذائي"، هذا الأخير الذي اعتبر أنه سيكون عنوان المعركة المستقبلية ولسنوات طويلة.