مؤسس حزب "فرنسا الأبية" يشترط على "التقدم والاشتراكية" طرد الصحافيين للحضور إلى مقر الحزب.. وأعضاء من الـ PPS يُطالبونهم بـ "الإسراع في جمع أغراضهم"!
أحرج جون لوك ميلونشون مؤسس الحزب اليساري "فرنسا الأبية" حزب التقدم والاشتراكية، بعدما رفض الحضور إلى اللقاء الذي كان مرتقبا اليوم الجمعة، بمقر الحزب بالرباط بوجود الصحافة المغربية مشترطا على الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله "طرد الصحافيين" من مقر الـ PPS من أجل القدوم إليه.
ودونما مبرّرات واضحة ولا أعذار، فوجئ صحافيو المنابر الإعلامية الوطنية الذين رابدوا لساعات بالقاعة المخصصة للقاء ينتظرون الضيف الفرنسي منذ الساعة 11:45 صباحا وحتى الساعة الثانية بعد الزوال، بالأمين العام لحزب التقدّم والاشتراكية نبيل بن عبدالله، قادما إليهم وعلامات الغضب تخيّم على تقاسيم وجهه، ليُخبرهم بأن الضيف اليساري الفرنسي يشترط مغادرة الصحافيين ليحضر إلى مقر الحزب المتواجد بحي الرياض في العاصمة الرباط.
واستفسرت "الصحيفة"، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية حول الأسباب والمُبرّرات التي قدّمها له الفرنسي جون لوك ميلنشون، ليؤكد أنه لم يبرر له هذا الموقف الغريب، مشيرا إلى محاولته وطوال ساعة من الزمن إقناع ضيفه هاتفيا، بيد أن فريقه شدّد على أن زعيمهم مُصر على ضرورة إخلاء الصحافيين المغاربة لمقر الحزب السياسي المغربي قبل أن تطأ قدمه المكان.
هذا التصرّف الذي اعتبره الصحافيون المغاربة بـ "غير المقبول ولا المسؤول ولا المحترم" الصادر عن زعيم حزب يساري الذي يتحدث عن الديمقراطية ويُملي دروسها ونظرياتها، رفضه أيضا بعض أعضاء الحزب السياسي للتقدم والاشتراكية الحاضرين في اللقاء المُعد مسبقا، كما اعتبره الأمين العام للحزب بـ" "الموقف الغريب"، سيما وأن الموقف لا يتناسب والقيم اليسارية التي لطالما دعا إليها معارض سياسات ماكرون وتبناها حزبه، بل ودوّنها في كتبه ومقالاته التنظيرية.
هذا، وكان جون لوك ميلونشون، هو نفسه، من دعا بلده فرنسا إلى طيّ صفحة "العجرفة والتعالي والنظر إلى الآخرين من البرج العاجي"، وانتقد الممارسات غير المهنية والأخلاقية لإعلام بلده وسياسييها ضد المغرب في اللحظات العصيبة التي مر منها عقب زلزال الحوز، كما أنه هو الشخص نفسه، الذي طالب اليوم، حزب سياسي مغربي، بطرد الصحافيين بطريقة لا تخلو من "قلة الاحترام"، هذا في الوقت، الذي تماهى بعض أعضاء الحزب المغربي مع مطالب السياسي الفرنسي، وطالبوا الصحافيين بضرورة جمع أغراضهم والمغادرة "حالا وبسرعة، لأن (السياسي الفرنسي وفريقه) لا يرغبون في رؤية أي صحافي هنا"، وبهذه العبارة حرفيا.
وفي انتظار، تقديم حزب التقدم والاشتراكية لتوضيح مقنع يُفسر سبب رفض اليساري الفرنسي الذي يزور المغرب بدعوة من هذا الحزب نفسه، ملاقاة الصحافة المغربية ومعاملتهم بهذه الطريقة "المهينة"، لا بد من الإشارة إلى أن جون لوك ميلونشون دشن زيارته للمملكة من منطقة أمزميز، تضامنا مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب يوم 8 شتنبر الماضي، حيث عبّر عن إعجابه بالمستوى الذي عاينه في "التنظيم وبهذا التماسك الحيوي الذي يتحرك برِهانات الجمع بين الحماس العفوي للساكنة وعمل السلطات العمومية".
وكان من المفترض، أن وفدا من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية برئاسة الأمين العام للحزب، محمد نبيل بنعبد الله، أن يستقبل وفدا عن حزب "فرنسا الأبية" برئاسة رئيس الحزب جون لوك ميلونشون اليوم الجمعة ابتداءً من الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعون دقيقة، في إطار توطيد علاقات الصداقة التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية واليسار الفرنسي المجسد في حزب "فرنسا الأبية"، وهو اللقاء الذي أُجهض فجأة فيما من المفترض أن تعقد لقاءات مع قادة أحزاب سياسية أخرى، إلى جانب الاجتماع بمجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الفرنسية، قبل أن يختم هذه الزيارة من مسقط رأسه بطنجة.