في غمرة مساعي سانشيز لتشكيل الحكومة.. حلفاؤه في "سومار" يحتجون على الخريطة الكاملة للمغرب بعد اعتماد الترشيح المونديالي الثلاثي
في الوقت الذي يخوض فيه رئيس الوزراء المكلف، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، بيدرو سانشيز، معركة سياسية من أجل جمع الأصوات الكافية لمنحه الثقة البرلمانية لتشكيل الحكومة الجديدة، شرع شريكه المتوقع، تحالف "سومار" في لعب ورقة الصحراء وربطها بكأس العالم 2030 التي أصبح البلدان بمعية البرتغال المرشحين الوحيدين لاحتضانها في ملف مشترك.
وحرك تحالف "سومار" الذي يمثل أقصى اليسار وصاحب رابع أكبر كترة في مجلس النواب الإسباني بـ31 مقعدا، موضوع نشر شبكة الإذاعة والتلفزيون العمومية الإسبانية RTVE عبر قنواتها الخريطة الكاملة للمغرب، بمناسبة إعلان "الفيفا" أن الملف المغربي الإسباني البرتغالي أضحى المرشح الوحيد لاحتضان المونديال، من خلال احتجاج على الحكومة.
وقدم النائب عن "سومار" والمتحدث باسم حزب اليسار الموحد داخل مجلس النواب، إنريكي سانتياغو، استفسارا لحكومة سانشيز المكلفة بتصريف الأعمال، بخصوص التغطية الإخبارية للقناة العمومية الأولى لحدث إعلان الفيفا قبول الملف الثلاثي، حيث تم إدراج "الصحراء الغربية كجزء من الأراضي المغربية"، حسب تعبيره الوارد في المراسلة التي وضعها بتاريخ 6 أكتوبر 2023.
ويومين فقط بعد إعلان قرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، من لدن رئيس "الفيفا" جياني إينفانتينو، تساءل البرلماني اليساري قائلا "من المسؤول عن قرار استخدام تلك الخريطة على القناة الإسبانية؟"، مطالبا رئيس الحكومة بإبلاغه كتابيا بالإجراءات التي ستُتخذ "لمنع التلفزيون العمومي من بث معلومات تتعارض مع اتفاقيات الأمم المتحدة وموقف إسبانيا بشأن الصحراء الغربية مستقبلا".
لكن الواضح من نص المراسلة أن الأمر لا يتعلق فقط بموقف أقصى اليسار في البرلمان الإسباني من ملف الصحراء، ولكن أيضا من المملكة ومن كونها جزءا من الثلاثي الذي سيستضيف أهم حدث رياضي سنة 2030، متحدثا عن "محاولة المغرب احتكار أضواء كأس العالم، من خلال الإعلان عن اعتماد الترشيح قبل إسبانيا والبرتغال وحتى الفيفا".
ويوم 5 أكتوبر الجاري، أفرد التلفزيون الإسباني تغطية خاصة لحدث استضافة المونديال، يظهر الخريطة الكاملة للمغرب إلى جانب نظيراتها البرتغالية والإسبانية، باعتبارها البلدان التي ستستضيف التظاهرة، والشيء نفس قام به مع خرائط دول الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، التي ستحتضن المباريات الثلاث الاحتفالية بالذكرى المائة لأول نسخة من كأس العالم.
وكان سانشيز، قد أعرب في يونيو الماضي، إبان الحملة الانتخابية للاستحقاقات العامة السابقة لأوانها، أنه لا ينوي التراجع عن القرار المعلن من طرف حكومته في مارس من سنة 2022، في رسالة إلى الملك محمد السادس، حين أورد أن بلاده تعتبر مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية هو الخيار الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لإنهاء النزاع.
وحظي سانشيز بثقة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، لتشكيل الحكومة الجديدة حتى بعد احتلال الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده، على المرتبة الثانية، وذلك بعدما فشل زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونيث فييخو في هذه المهمة، ويحتاج سانشيز إلى التحالف مع "سومار" والحصول على دعم أحزاب أخرى صغيرة بما في ذلك الأحزاب المطالبة بانفصال كتالونيا.