بوريطة في "قمّة السلام" بالقاهرة: ما يحدث في غزة أمر لا يُطاق.. والمغرب يرفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين عن أرضهم
أعرب المغرب، عن رفضه القاطع وغير القابل للتفاوض للحلول والأفكار الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وترحيلهم من أراضيهم، داعيا السلطات المعنية، إلى احترام القوانين الدولية والإسلامية والقيم الانسانية المشتركة، ووضع حد للحرب التي تُهدد الأمن القومي للمنطقة ككل.
جاء ذلك، في مداخلة تقدم بها وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي يُمثل الملك محمد السادس، ضمن أشغال "قمة القاهرة الدولية للسلام" التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف تدارس محاولات وقف التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بحضور قادة 31 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية.
ونقل بوريطة، الرسائل الخمس الرئيسية التي بعثت بها المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، للحاضرين من قادة العالم ضمن أشغال هذه القمة، موردا أن أولها دعوتها الأطراف المعنية إلى خفض التصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية، وتجنيب المنطقة الصراع الذي قد يفضي على ما تبقى من فرص وآمال السلام والاستقرار.
أما الرسالة الثانية، التي وجّهتها المملكة على لسان وزير الخارجية، فتهم الحاجة الملحة لحماية المدنيين وعدم استهدافهم، وذلك وفق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الاسلامي، والقيم الانسانية المشتركة.
وشدّد المغرب، ضمن رسالته الثالثة، على ضرورة السماح بوصول المساعدات الانسانية بسرعة بانسيابية وبكمية كافية لساكنة قطاع غزة، موردا أن الوضع الانساني في المنطقة "أصبح لا يطاق".
وأعلن المغرب، رفضه كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتهديد الأمن القومي في الدول المجاورة، ضمن رسالته الرابعة، مشدّدا ضمن رسالته الخامسة على الحاجة إلى إطلاق عملية سلام حقيقية، تفضي إلى حل الدولتين، بما فيهم دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس تعيش إلى جنب مع دولة إسرائيل.
ونبّه المغرب، إلى أنه بقيادة الملك محمد السادس متشبث بخيار السلام وأهمية تحقيق الرخاء والسلام والازهار، مؤكدا في السياق ذاته، استعداده وبتنسيق مع الرئيس المصري صاحب الدعوة للقمة المذكورة، وجميع الشركاء للانخراط في تعبئة دولية لوقف الاعمال العدائية في أسرع وقت ممكن.
وانطلقت صبيحة اليوم السبت، في القاهرة "قمّة القاهرة الدولية للسلام" التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف تدارس محاولات وقف التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بحضور قادة 31 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية، فضلا عن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي يُمثل الملك محمد السادس، وذلك في وقت فضّلت كل من الجزائر وتونس عدم المشاركة في هذا الاجتماع دونما ذكر للأسباب.
ونقل التلفزيون المصري الرسمي فعاليات القمة التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة وتوافد الوفود العربية والأجنبية المشاركة، وعلى رأسها عدد من قادة البلدان العربية وبينها الأردن والإمارات والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الى جانب عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، فيما يُمثل الملك محمد السادس في "قمة السلام" المذكورة، وزير الخارجية ناصر بوريطة.
ويحضر المغرب قمّة السلام، في وقت تغيب الجزائر لأسباب مجهولة، حيث نقلت صحيفة "الشروق " الجزائرية، عن مصادر وصفتها بأنها موثوقة قولها إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تلقى دعوة من نظيره المصري، عبد الفتاح السياسي، للمشاركة في القمة المقررة السبت في القاهرة، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، بيد أنها قررت عدم المشاركة في هذا الاجتماع، لكن دون أن تذكر الأسباب.
وليست الجزائر هي الدولة الوحيدة التي أعلنت مقاطعة هذه القمة، بل تشاطرها هذا الموقف تونس، حسب مصادر إعلامية تونسية، أكدت توصل رئيسها قيس سعيد بالدعوة، لكنه قرر عدم الحضور، دون تحديد الأسباب والدوافع.
واستهلت "قمّة السلام" التي دعت إليها مصر، بكلمة تلاها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، قال فيها إن الغرض من الدعوة التي وجّهها إلى قادة دول العالم، هو العمل والتوافق المشترك بشأن خارطة طريق لإحياء مسار السلام في قطاع غزة، مشدّدا في الآن ذاته على أن الحل الأبدي لهذه القضية التي طال أمدها لم يكن يوما هو التهجير، وإنما تحقيق العدل وحصول الفلسطينيين على أحقيتهم في تقرير المصير.
وأكد السيسي، أن تصفية القضية من دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر، لافتا في السياق ذاته وبحضور وفد إسرائيلي ممثل للحكومة، إلى أن بلده "لم تغلق معبر رفح، لكن إسرائيل استهدفته بالقصف".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :