بعد تعيين سيطايل في منصب سفيرة المغرب لدى فرنسا.. هل تقترب باريس من إعلان اعترافها الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء؟
قالت عدد من التقارير الإعلامية، خاصة الفرنسية، إن تعيين سميرة سيطايل، في منصب سفيرة المملكة المغربية لدى فرنسا، وهو المنصب الذي ظل شاغرا لشهور طويلة بسبب أزمة دبلوماسية قائمة بين البلدين منذ سنتين، يحمل مؤشرات على قرب عودة الدفء للعلاقات بين الرباط باريس.
وحسب ذات المصادر، فإن هذا التعيين يأتي قبل أيام قليلة من استقبال الملك محمد السادس، لسفير فرنسا لدى المغرب لتقديم أوراق اعتماده، مما يدعم الرأي الذي يتجه إلى أن البلدين يقتربان من إنهاء خلافاتهما الثنائية وبدء صفحة جديدة في العلاقات.
وتعيد هذه المؤشرات سؤال ما إذا كانت فرنسا ستتجه إلى إعلان موقفها الرسمي الداعم للمغربية في قضية الصحراء إلى الواجهة، خاصة أن سبب الأزمة الرئيسي بين الطرفين يعود إلى تعنت باريس في إعلان موقف داعم للمغرب في هذه القضية بخلاف ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت اعترافها بالسيادة الكاملة للمغرب على إقليم الصحراء.
كما أن اختيار سميرة سيطايل ذات الخلفية الصحافية، يبقى محط تساؤلات، هل هو اختيار ناجم عن مواقفها الرافضة للتلكؤ الفرنسي في مسألة دعم المغرب في قضية الصحراء التي عبرت عنها مرارا في وسائل الإعلام الفرنسية، وبالتالي فإنها ستحاول من منصبها التصدي لهذا التعنت، أم راجع لدراية تملكها سميرة سيطايل بالملفات الشائكة بين المغرب وفرنسا، من أجل العمل على حلها.
وفي هذا السياق، كانت تقارير إعلامية فرنسية قد أشارت في وقت سابق، إن المغرب سيرفض أي محاولة من باريس لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها دون أن تتخذ أي موقف داعم للسيادة المغربية على الصحراء، وهو الأمر الذي يُتوقع أن تكشف عن حقيقته التطورات المقبلة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور المتثمل في تعيين المغرب لسفيرة له في فرنسا بعد عدة شهور من الغياب، واستقبال الملك محمد السادس للسفير الفرنسي لتقديم أوراق اعتماده، بعد عدد من زيارات من مسؤولين سياسيين فرنسيين إلى المغرب، وأعربوا عن دعمهم الكامل للسيادة المغربية للصحراء.
وكان رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي، إيريك سيوتي الذي زار المغرب في الشهور القليلة الماضية، إنه في حال ما أصبح رئيسا للجمهورية فإنه سيعلن اعتراف بلاده بالأقاليم الصحراوية كجزء من تراب المملكة بشكل رسمي، على غرار ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كما أن جون لوك ميلونشون مؤسس الحزب اليساري "فرنسا الأبية" الذي ينافس بدوره في رئاسيات فرنسا، والذي زار المغرب في الأسابيع الأخيرة، قد أعلن دعمه للمغرب في قضية الصحراء، ودعا باريس لاتخاذ خطوة الاعتراف بالصحرء المغربية.