سانشيز يُقنع دياز بالتحالف معه لتشكيل حكومة جديدة بدون أي شروط تثير غضب المغرب في قضية الصحراء
أعلن زعيم حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، الذي يشغل مؤقتا منصب رئيس الحكومة الإسبانية، عن وصوله إلى اتفاق مع زعيمة حزب "سومار"، يولاندا دياز، من أجل التحالف لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، بدون أن يتضمن الاتفاق شروط دياز السابقة بشأن الصحراء المغربية، حيث كانت تدعو إلى ما تصفه بـ"حق تقرير المصير للشعب الصحراوي".
وحسب ما ذكرته تقارير صحفية إسبانية اليوم الثلاثاء، فإن سانشيز ودياز توصلا إلى توافقات على عدد من القضايا من أجل تشكيل الحكومة، خاصة في القضايا الخارجية، حيث تم الاتفاق على مساندة أوكرانيا ضد العدوان الروسي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، في حين لم تتضمن وثيقة الاتفاق أي إشارة إلى الصحراء المغربية.
ووفق العديد من القراءات السياسية الإسبانية، فإن غياب الإشارة إلى قضية الصحراء المغربية في التوافق بين سانشيز ودياز، يشير إلى وجود احتمال كبير بتمكن سانشيز من إقناع دياز بالتخلي عن مطالبها الداعمة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، تفاديا لأي غضب من طرف الرباط في هذه القضية.
وكان بيدرو سانشيز خلال ولاية حكومته التي انتهت حاليا، هو من أعلن دعم مدريد للمغرب في قضية الصحراء، عبر رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس في مارس من العام الماضي، وبالتالي يُتوقع أن يرفض أي مطالب بتغيير هذا الموقف، لكونه سيؤدي إلى خلق أزمة كبيرة مع المغرب، ويبدو أن دياز قد اقتنعت بالأمر وقررت تجاهل مطالبها.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن بيدرو سانشيز بات قريبا من تشكيل الحكومة والاستمرار لولاية جديدة مدتها 4 سنوات، خاصة أن اتفاقه مع دياز يزيد من فرص ذلك، ولاسيما أنه حسم تقريبا أصوات الكتلة اليسارية بسهولة وهي 169 صوتا، وبالتالي تتبقى له 7 أصوات لتحقيق الأغلبية، وهذه الأصوات المتبقية توجد لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيفرض على سانشيز التفاوض معها.
ويُعتبر بيدرو سانشيز هو المرشح المفضل للمملكة المغربية، على اعتبار أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت خلال فترته الرئاسية الأخيرة، تقدما كبيرا، خاصة بعدما دفع سانشيز بمدريد لإعلان موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء بدعم مبادرة الحكم الذاتي.
ويُشكل استمرار سانشيز رئيسا للحكومة فرصة أخرى لتوطيد العلاقات مع الرباط، والمضي قدما نحو تنفيذ اتفاقيات خارطة الطريق الجديدة بين المغرب وإسبانيا، وهي خارطة تنبني على حسن علاقات الجوار والتنسيق والتعاون الثنائي.