"المينورسو" ترفع خلاصات تقريرها لغوتيريش بشأن انفجارات السمارة.. وخبير عسكري للصحيفة: سيعاد تشكيل القرار العسكري المغربي
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين بنيويورك، اجتماعا لبحث تجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة (المينورسو) في الصحراء، المقرر أن ينتهي في 31 أكتوبر الجاري، وكذا الكشف عن الخلاصات المتعلقة بالمشاورات حول الملف التي حظيت بخمس جلسات خلال شهر أكتوبر الجاري، وذلك تزامنا مع فتح السلطات القضائية المغربية تحقيقا حول مصدر الانفجارات الأربعة التي هزت مدينة سمارة ليلة - السبت وأسفرت عن مقتل شاب مدني، وإصابة ثلاثة آخرين.
ويأتي هذا الاجتماع الأممي، في أفق اعتماد قرار نهائي حول مستقبل مهمة بعثة "المينورسو"، التي أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتمديدها لمدة عام، بيد أن الانفجارات الأخيرة التي شهدتها السمارة، وتبنّتها الجبهة الانفصالية في بلاغ ليلي رقمنته بـ 901، وبالتالي لا يمكن فصله عن سياقه الزمني.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، عبد الفتاح الفاتيحي، في حديثه لـ "الصحيفة"، أن سياق وتوقيت استهداف أحياء سكنية بمدينة السمارة المغربية يراد به الرد على تقرير الأمين العام حول الصحراء حينما وصف الوضع الأمني بالمنخفض التصعيد، سيما بعدما خرقت الجبهة الانفصالية للاتفاق العسكري لوقف إطلاق النار رقم 1.
من جهة ثانية، اعتبر الفاتيحي، أن تأثيرات هذا الفعل الذي أعلنت الجبهة الانفصالية مسؤوليتها عنه، "لا ينعكس على القرار بعدما أدخلت الولايات المتحدة مسودة القرار الأممي مرحلة الصمت رافضة إجراء أي تعديلات على المسودة المقترحة".
وأشار المتحدث، في تصريحه لـ "الصحيفة"، إلى أن التحدي الذي تسعى الجبهة إدخال المنطقة فيه ستكون له تداعيات وخيمة على الجبهة من الناحية العملياتية، متوقعا أن "يعاد تشكيل القرار العسكري المغربي المرتقب على قواعد اشتباك جديدة تستهدف ضرب البنى التحتية للجبهة بالمناطقة المتاخمة للمنطقة العازلة، وكذا بعد تقييم مواقع الاستهداف ونوعية الأسلحة المستخدمة وتعبئة المجتمع الدولي من مساعي الانفصاليين تهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وشدّد الفاتيحي، على أن استهداف أحياء مدنية في السمارة ستكون له تداعيات خطيرة لأنه سابقة تُعد الأولى من نوعها منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث لم يستهدف العمق المغربي، الأمر الذي يتضمن مخاطر الأمن القومي للوحدة الترابية وهو ما "يستدعي قطع اليد التي دبرت هذا الهجوم الجبان".
ووفق ما أكدته مصادر عليمة لـ "الصحيفة"، فإن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو"، رفعت تقريرها حول خلاصات التحقيقات العلمية للكشف عن ملابسات الانفجارين بحي لازاب "ZAP" وحي السلام والحي الصناعي بمدينة السمارة جنوب المغرب، بمعية الشرطة القضائية المغربية المختصة، إلى غوتيريش، لإحاطته علما بتفاصيل الواقعة غير المسبوقة والتي تدخل في سياق خرق اتفاق وقف النار، المتهمة به "البوليساريو" ضمن مضامين تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الأخير.
ومن الجدير الإشارة، إلى أن المفاوضات بشأن تجديد ولاية بعثة المينورسو، سبقها عقد أعضاء مجلس الأمن في الـ16 أكتوبر الجاري، مشاوراتهم نصف السنوية مع المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا والممثل الخاص للأمين العام في الصحراء ورئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو.
ووزعت الولايات المتحدة، مشروع القرار الأول في 20 أكتوبر، كما عقدت جولة من المفاوضات بعد أربعة أيام، وبعدها اقترحت موزمبيق وروسيا بعض التعديلات التي تدعو على وجه الخصوص إلى إضافة صياغة جديدة.
ويأتي التصويت بعد أيام قليلة من تقديم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لأعضاء مجلس الأمن الدولي، تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء، مشيدا بـ"التعاون الوثيق" بين السلطات المغربية وبعثة "المينورسو" في الصحراء المغربية مُقابل عرقلة الجبهة الانفصالية لمهام البعثة.
ونوه غوتيريش بـ "التعاون والتواصل المستمر على الصعيد الإستراتيجي بين "المينورسو" والقوات المسلحة الملكية"، بما في ذلك من خلال "الزيارتين إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية للمنطقة الجنوبية بأكادير، في شتنبر 2022 ويوليوز 2023".
وأوضح الأمين العام أن هذه الاتصالات الدائمة تجسدت، على المستوى العملياتي، من خلال عقد ثلاثة اجتماعات بين المكون العسكري لـ"المينورسو" والقوات المسلحة الملكية؛ اجتماع في العيون، في نونبر 2022، واثنان انعقدا في أكادير، في دجنبر 2022 ويناير 2023، على التوالي.
وسجل غوتيريش، على الخصوص، أن "المينورسو" تمكنت من القيام بالزيارات التي برمجتها إلى وحدات من القوات المسلحة الملكية، في إطار مهمتها المتمثلة في مراقبة وقف إطلاق النار.
كما تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى تعاون المغرب في مجال إزالة الألغام، مبرزا أنه "استجاب، بشكل إيجابي، لطلب "المينورسو" استئناف أنشطة إزالة الألغام"، في شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية، مؤكدا أن أي تحرك تقوم به البعثة، في مجموع الصحراء المغربية، يتم بموافقة المغرب، بما يدحض أكذوبة "الأراضي المحررة" التي تروج لها الجزائر و"البوليساريو".
من جانب آخر، أشاد غوتيريش بحرية تنقل "المينورسو" في الصحراء المغربية؛ مما يتيح لها تنفيذ مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار، في أفضل الظروف الممكنة.