باتت تقترب أكثر من التحول لتنظيم إرهابي.. جبهة البوليساريو تتوعد بمرحلة جديدة تستهدف فيها المدن بالصحراء المغربية
اعتبر قادة جبهة البوليساريو الانفصالية أن التصعيد الذي شرعت فيه ميليشياتها ضد القوات المغربية في الفترة الأخيرة، هي إشارة تحذيرية عن بدء مرحلة جديدة في المواجهات ضد المغرب، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الجبهة الانفصالية هي التي تقف وراء التفجيرات التي شهدتها السمارة في الصحراء المغربية في الأيام الأخيرة.
ونقلت وسائل الإعلام الموالية للجبهة ما تم تداوله خلال اجتماع لما وصفته بـ"قادة أركان الجيش" الذي انعقد أمس الاثنين في تندوف بالجزائر، حيث أشاد قادة البوليساريو بـ"العمليات القتالية النوعية" ضد المغرب، وتوعدوا بتوسيع نطاق العمليات إلى داخل المدن، مما يُقرب الجبهة من أنشطة التنظيمات الإرهابية وفق ما يرى عدد من المحللين للصراع.
ويبدو واضحا للكثير من المتتبعين لقضية الصحراء، أن تصريحات قادة البوليساريو كلها تشير إلى أن الجبهة الانفصالية هي التي تقف وراء التفجيرات التي شهدتها مدينة السمارة منذ 28 أكتوبر الماضي، وهو ما يُمكن اعتباره بمثابة نقطة تحول جديد في هذا الصراع، بالرغم من أنه إلى حدود اللحظة لم يصدر عن الرباط أي بيان رسمي بشأن الرد المرتقب عن التصعيد الذي تنهجه جبهة البوليساريو.
وكانت السلطات المغربية قد أعلنت بعد التفجيرات التي حدثت في السمارة ليلة 28 أكتوبر الماضي وخلفت قتيلا و3 مصابين، عن فتح تحقيقات أمنية لتحديد الجهة التي تقف وراء هذا الاستهداف، وأكد الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الحادث لم يمر دون عقاب.
ولم يخف هلال الشكوك التي تحوم جبهة البوليساريو حيث اعتبر صمت قيادة "البوليساريو" حول أحداث السمارة، مؤشرا على تورطها في الحادث، مضيفا أنه وفق القانون الدولي يحق للمغرب الرد على أي هجوم إرهابي، حسب كلمة له في الأمم المتحدة بنيويورك.
لكن إلى غاية اليوم، فإن السلطات المغربية لم تُعلن بعد عن أي نتائج جراء التحقيقات الجارية في السمارة، ومن المرتقب أن تُقدم الرباط روايتها إلى الأمم المتحدة في مقبل الأيام، قبل الشروع في اتخاذ أي خطوة للرد على التصعيد الذي تقوم به ميليشيات جبهة البوليساريو.
هذا وقال عدد من الخبراء المختصين في قضية الصحراء، إن التصعيد الأخير لجبهة البوليساريو بنقل المعركة من المواجهات المباشرة مع القوات المغربية في الصحراء، نحو استهداف المدنيين في المدن، يُعطي إشارات على فشل الجبهة في تحقيق أي مكسب على الميدان العسكري، مما دفعها إلى لفت الانتباه بطرق أخرى.
غير أن النهج الذي بدأت تسلكه ميليشيات البوليساريو في مواجهاتها للقوات المغربية، يرى كثير من المتتبعين، بأنه سيكون له انعكاسات سلبية على الجبهة الانفصالية، خاصة أن المغرب أصبح يملك مبررات للدفع نحو وضع البوليساريو في قائمة المنظمات الإرهابية على المستوى الدولي.