الملك محمد السادس يبعث أخنوش وبوريطة إلى الرياض لتمثيله بعد إبعاد "البوليساريو" عن القمة السعودية الإفريقية
اختار المغرب المشاركة في القمة السعودية الإفريقية المقررة بالرياض يوم الجمعة، بوفد رفيع المستوى يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويضم أيضا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وذلك بعد تأكد إبعاد المملكة العربية السعودية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية عن الحدث بعض النظر عن "عضويتها" في الاتحاد الإفريقي.
وقالت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية إن أخنوش حل مساء أمس الخميس بالرياض، لتمثيل الملك محمد السادس في ثلاث اجتماعات قمة، ستناقش الوضع في غزة، والتعاون الاقتصادي السعودي الإفريقي، ويضم الوفد المغربي في هذه اللقاءات رفيعة المستوى، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
ووفق المصدر ذاته سيمثل رئيس الحكومة العاهلَ المغربي في أعمال القمة العربية الطارئة، والقمة الإسلامية الاستثنائية، اللتان ستعقدان بعد غد السبت وتناقشان تطورات الوضع في قطاع غزة، كما سيمثل الملك في أعمال القمة الاقتصادية، السعودية الافريقية التي ستبحث من جهتها تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين وتفعيل مشاريع تنموية.
ويأتي ذلك بعد أن ألغت المملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، القمة التي كان يُنتظر أن تُعقد بشكل مشترك بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، في الرياض أيضا، يوم 11 من الشهر الجاري، بسبب إصرار الجزائر وجنوب إفريقيا على حضور ممثلي جبهة "البوليساريو"، في حين لا تعترف السعودية بما يسمى "الجمهورية الصحراوية".
وجاء في بلاغ لوزارة الخارجية السعودية أنه "بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وحرصاً على ألّا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الأفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة إلى وقتٍ يحدد لاحقا".
لكن الرياض لم تتحدث عن أن السبب هو إصرار بعض دول المنظمة الإفريقية على حضور ممثلي جبهة "البوليساريو"، بل قالت إن السبب يعود إلى "التطورات الحالية في غزة، والتي استدعت الدعوة لانعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية، تختصان ببحث الأزمة الحالية، وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة".
إلا أن "البوليساريو"، أوردت في بلاغ لها، أن المغرب حاول "إقصاء عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي هو الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" من القمة العربية الإفريقية، على حد تعبيرها، وأضافت أن "دولا وحكومات إفريقية رأت في عقد مؤتمر شراكة كهذا، دون حضور جميع الدول الأعضاء في الإتحاد، سيعتبر اجحافا وتناقضا صارخا مع المبادئ المؤسسة للاتحاد الإفريقي"، في إشارة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا.
ولا تعترف المملكة العربية السعودية بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، شأنها شأن باقي دول الخليج، التي تتخذ إلى جانب الأردن أيضا، موقف موحدا يدعم الوحدة الترابية المغربية ويساند المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، وهو الأمر الذي جدد التعبير عنه مؤخرا ممثل السعودية، حسن بن محمد العمري، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك.