منظمة الإسرائيليين من أصل مغربي تحاول إقناع الملك بالحرب على غزة: حماس تقوم بحملات دعائية "كاذبة" ونحن نلجأ إليك فلا تدر ظهرك لنا
بعثت جمعية الإسرائيليين من أصل مغربي رسالة إلى الملك محمد السادس، تحاول فيها إقناعه بـ"ضرورة" شن الحرب على غزة من طرف الجيش الإسرائيلي، مصورة حركة "حماس" الفلسطينية على أنها "إرهابية ووحشية للغاية"، وهي الرسالة التي تضمنت أيضا عتابا للمملكة بسبب الاحتجاجات التي شهدتها مدنها تضامنا مع الفلسطينيين.
وجاء في الرسالة المذيلة بتوقيع رئيس الجمعية الكائن مقرها في تل أبيب، شمعون أوحيون، باعتباره يرأس منظمة "تضم أكثر من مليون شخص من أصل مغربي يقيمون في إسرائيل" أن الهدف منها هو "طلب تعاطفكم ودعمكم في مواجهة الهجوم الوحشي والدموي الذي شنته حركة حماس الإرهابية ضد المواطنين المدنيين الإسرائيليين، ما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى"، ووصفت ما جرى بأنها "أعمال عنف همجية لا توصف"، فضلا عن "اختطاف الرجال والنساء والأطفال والرضع الأبرياء".
وأردت الرسالة التي تتوفر الصحيفة على نسخة منها أن إسرائيل "انسحبت من قطاع غزة بالكامل منذ سنوات، وتم إخلاء العديد من المناطق من أجل الانفصال عن أي نظام حاكم أو أي شيء يربطها بغزة، لكن في المقابل عملت على مواصلة تقديم المساعدات، من كهرباء وماء، ووفرت العمل وسبل العيش لعشرات الآلاف من سكان القطاع الذين يأتون للعمل في إسرائيل كل يوم، وذلك بنية التعايش بشكل جيد مع سكان غزة".
واعتبرت المنظمة الإسرائيلية أن حماس "استغلت حسن النية لدى دولة إسرائيل والعالم أجمع، وبدلا من الاهتمام بتحسين حياة سكان غزة، حولت القطاع إلى بطارية عسكرية مليئة بآلاف القنابل والصواريخ، وكل أموال المساعدات الدولية التي يتم توجيهها للسكان أصبحت مخصصة لبناء آلة عسكرية جهنمية عملاقة"، مضيفة أن هدف حماس المعلن هو "تدمير دولة إسرائيل، وقتل أي يهودي دون تمييز".
واعتبرت الرسالة أن "فظائع حماس تضعها في خانة داعش والنازيين، لأن هدفها الوحيد هو قتل اليهود والقضاء عليهم"، وتابعت "لقد رأى العالم كله كيف حرقت عائلات بأكملها، أباءً وأبناءً، وأمهات مع أطفالهن، بعضهم حُرقوا أحياء"، لتضيف "نحن أمام منظمة إرهابية يحاربها العالم أجمع"، قبل أن تتساءل "هل نهج حماس هو نهج الإسلام؟ وهل ستقف المملكة إلى جانب هؤلاء المتعطشين للدماء؟".
واعتبرت الوثيقة أن "إسرائيل تقاتل من أجل وجودها ضد أعداء يريدون تدميرها تماما"، وأوردت "اليهود لديهم دولة واحدة فقط في العالم يمكنهم العيش فيها وحماية تراثهم وثقافتهم والتأكد من سلامتهم، وتصرفات حركة حماس الإرهابية تظهر مدى تصميمها على تعليم الأطفال منذ نعومة أظافرهم كراهيةَ اليهود وقتلهم"، لتضيف "هل يمكن أن تقبل المملكة المغربية هذه الأساليب التربوية وأن تدعمها؟ هل تريد استثمار مواردها في تلقين الأطفال أنهم سيكونون شهداء وبالتالي يضمنون مكانتهم في العالم الآخر؟".
وادعت الرسالة أن حماس تقوم بحملات دعائية "كاذبة" ضد إسرائيل، وضد "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، وأضافت أن الحركة "تستخدم الأطفال والأسر للاحتماء وإخفاء صواريخها"، نافية عن الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين أو قصف مستشفى المعمداني، معتبرة أن حماس هي التي تقف وراء ذلك، وأنها "تفتقر لأي شكل من أشكال الإنسانية".
وذكَّرت الوثيقة بأنه قبل بضع سنوات جرى توقيع "اتفاقيات أبراهام" التي تنص على "تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين دولة إسرائيل والمملكة المغربية، والجالية اليهودية المغربية في إسرائيل ومعها كل المواطنين الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم ابتهجوا بهذا الاتفاق"، مضيفة "نحن نشهد علاقات ممتازة بين اليهود والمسلمين في المغرب ونعيش معا في إيخاء".
وتابعة الرسالة الموجهة للعاهل المغربي "نحن جميعا نقدر الإجراءات التي شملت النظام التعليمي بالمملكة، بما يشمل تدريس التاريخ اليهودي للمغرب، ونحن ممتنون أيضا للحفاظ على مقابر اليهود بالمغرب وعودة الأسماء اليهودية إلى شوارع مراكش، وتأثرنا بالترحيب الحار من قبل المغاربة والحب والحنين الذي أظهروه للإسرائيليين"، مبرزة أنه جرى تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المشتركة بين البلدين، وشهدت العلاقات السياحية والتجارية ازدهارا، كما تم إطلاق التعاون الأكاديمي بين الجامعات".
واعتبرت الرسالة أن المغرب في نظر الجميع "بلد مسلم يحترم ثقافة وحياة كل فرد على أراضيه كما في الخارج، كما أظهر أنه يرغب في دعم السلام والمساهمة فيه عبر العالم"، مضيفة "هذا التعايش والتناغم بين اليهود والمسلمين هو بمثابة مثال لنا، ويبعث الأمل في إمكانية وجود علاقات مماثلة في كل أنحاء الشرق الأوسط، وأعربت دولة إسرائيل عن تقديرها لهذا النهج، وقامت حكومتها بتقديم الدعم للمغرب على المستويات الدبلوماسية والسياسية والأمنية".
وفي المقابل اعتبرت الرسالة أنه "بدل التبرؤ من منظمة حماس الإرهابية القاتلة وإدانتها، نشهد مظاهرات دعم تُبرر أفعالها الشنيعة، ولا ننسى أن من بين الضحايا، بالإضافة إلى اليهود المستهدفين، العديد من الأجانب الذين يعملون على في إسرائيل كمواطنين عرب ومسلمين"، موردة "لذلك نطرح السؤال، نحن الذين ولدنا ونشأنا وتعلمنا في إطار الثقافة والتقاليد المغربية، هل هذه هي الطريقة التي يجب أن نعامل بها نحن ودولة إسرائيل؟".
وخلصت الرسالة إلى مخاطبة الملك بالقول "نحن نلجأ إليك، فلا تدر ظهرك لأصدقائك ولمن يحبونك، كن اليوم إلى جانبنا وإلى جانب الشعب الإسرائيلي بأكمله في نضاله من أجل الوجود، ومن أجل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي تنظيم إرهابي يريد تدميرها، حربنا اليوم هي حرب تتعلق ببلدكم، وبكل بلدان العالم الحر وكل دولة معتدلة ومستنيرة، لأن حماس وداعش لن تتوقفا إلا معنا".
جدير بالذكر أن إسرائيل وفي حربها ضد الفلسطينيين في غزة لليوم 35 قتلت أزيد من 11 ألف فلسطيني نصفهم من الأطفال وقصفت العديد من المستشفيات ودور العبادة في حرب وُصفت بـ"الإبادة" ضد شعب يطالب أرضه وحقوقه، فل ظل صمت دولي وتواطؤ من القوى الكبرى في العالم.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :