بعدما نجحت في ذلك مع تونس.. الجزائر تفشل في خلق أزمة دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والمغرب بسبب "البوليساريو"
كشفت تقارير إعلامية عربية، أن الجزائر هي التي تقف وراء دفع المملكة العربية السعودية إلى تأجيل القمة العربية - الإفريقية إلى أجل غير مسمى، وتعويضها بقمة سعودية - إفريقية محدودة، وذلك بسبب إصرار الجزائر على إقحام جبهة "البوليساريو" في تلك القمة بدعوى أنها عضو في الاتحاد الإفريقي.
وحسب تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية، فإن الرياض لم يكن من الممكن أن تقبل بطلب الجزائر، لأن ذلك كان سيعني خلق أزمة دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، مثلما حدث بين تونس والمغرب في العام الماضي، علما أن الرياض تدعم الوحدة الترابية للمغرب على كافة ترابه الصحراوي.
ووفق نفس المصدر، فإن الجزائر كانت تدرك أن المملكة العربية السعودية لم تكن لتقبل بأن تكون جبهة "البوليساريو" ضمن المدعويين للقمة العربية الافريقية وأن تحظى بحضور مواز لباقي الوفود الدولية، لكنها أصرت على حضورها بهدف تفجير القمة وإفشالها، وهو ما تأتى لها، لتجنب انكشاف تأثيرها المحدود على المستويين العربي والإفريقي.
ويرى متتبعون أن الجزائر تؤكد بهذه الخطوة أن قضيتها الأولى هي ملف "الصحراء" ودعم جبهة "البوليساريو" في مطالبها الانفصالية بأي طريقة كانت، ولا تضع في حسبانها أي اعتبار لباقي القضايا العربية الأخرى، وفق ما أوحى إليه تقرير صحيفة "العرب" اللندنية.
ووفق نفس المصادر، فإن هده التحركات الجزائرية الشديدة الإصرار تتعارض مع خطاباتها السياسية الموجهة للمجتمع الدولي، والتي تدعي فيها بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، في الوقت الدي تسخر فيه كل إمكانياتها اللوجيستيكية والدبلوماسية لدعم الجبهة الانفصالية.
وكانت تقارير إعلامية سابقة قد أكدت أن الجزائر هي التي تسببت في تفجير أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس، بعدما ضغطت على الأخيرة لاستقبال زعيم جبهة "البوليساريو" ابراهيم غالي، في غشت العام الماضي ضمن فعاليات قمة "تيكاد 8" بين اليابان وإفريقيا، حيث ظهر الرئيس التونسي قيس سعيد يستقبل زعيم الجبهة استقبالا رسميا، وهو ما دفع بالمغرب للانسحاب من القمة ثم استدعاء سفيره من تونس، ولازالت الأزمة مستمرة إلى غاية اليوم.
ويبدو أن الجزائر قد فشلت في تكرار هده العملية مع المملكة العربية السعودية، التي كانت واضحة بشأن موقفها من قضية الصحراء وجبهة "البوليساريو"، حيث تعترف رسميا بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، في حين لا تعترف بأي صفة بممثلي جبهة "البوليساريو".