الطريق الوطنية رقم 17 تصل المحبس والفرسية.. المغرب يجيب "البوليساريو" بالوصول إلى حدود تندوف
في الوقت الذي تواصل فيه جبهة "البوليساريو" الانفصالية نشر "بلاغاتها" التي تتحدث عن "استهداف" عدة مواقع في الصحراء المغربية، مضى المغرب إلى المرحلة الموالية في مسلسل تثبيت سيادته على المنطقة، إذ بعد عملية توسيع الجدار الأمني باتجاه الشرق والجنوب، شرع في ربط المناطق الحدودية القريبة من تندوف معقل الجبهة الانفصالية في الجزائر، بشبكة الطرق الوطنية.
ومن الأمور المثيرة لانتباه في عملية التدشين وإعطاء الانطلاقة لمجموعة من المشاريع التنموية بإقليم السمارة، التي تمت الأسبوع الماضي، تزامنا مع تخليد الذكرى الـ48 لمسيرة الخضراء، والتي أشرف عليها عامل الإقليم، حميد النعيمي، كانت إطلاق أشغال إنجاز مشروع بناء قارعة الطريق الوطنية رقم 17 بين السمارة وأمغالة عبر لكعيدة على طول 10 كيلومترات، والذي رصد له مبلغ 4 ملايين و780 ألف درهم.
وقبل ذلك بأيام أشرفت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، على انطلاقة أشغال مشروع تكسية الطريق الوطنية رقم 17 على طول 16 كيلومترا، والرابطة بين المحبس والفارسية في إطار الربط الطرقي آسا – الفارسية إقليم آسا الزاك، وهو المشروع الذي رُصد له غلاف مالي يقدر بـ 11 مليون درهم، وفق ما جاء في بلاغ رسمي.
ولا يتزامن ذلك مع ذكرى الخضراء وفقط، بل يأتي بعد أيام من استهداف مدينة السمارة بـ4 تفجيرات استهدفت أحياء سكنية مدنية ليلة 28 و29 أكتوبر الماضي، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين، وعلى الرغم من أن الموضوع لا يزال رهن التحقيق الذي أمرت به النيابة العامة، إلا أنه تزامن مع إعلان جبهة "البوليساريو" الانفصالية عن استهداف المنطقة.
وبالرجوع إلى خريطة المناطق التي يشملها مشروع الربط الطرقي، نجد أنها تتضمن إلى جانب السمارة، كلا الفارسية وأسا الزاك التي تزعم "البوليساريو" منذ 3 سنوات أنها تستهدفها بقصف صاروخي، وهو ما ينسحب أيضا على جماعة المحبس، التي تتمتع بموقع استراتيجي يجعلها قريبة جدا من الحدود الجزائرية، وتحديدا من ولاية تندوف، معقل ميليشيات الجبهة الانفصالية وقياداتها.
وتمثل الطريق الوطنية رقم 17 بكامل تفريعاتها، خطوة عملية لتأكيد السيادة الكاملة للمغرب على أراضي الصحراء، فالأمر يتعلق بمشروع يمتد من السعيدية إلى غاية الكويرة، ويمر بالمحاذاة من الحدود الجزائرية، ليشمل تراب الأقاليم الصحراوية شرقا وجنوبا وصولا إلى الحدود مع موريتانيا، متفرعا للعديد من المواقع المجاورة للجدار الأمني.
والمشروع ليس جديدا، لكنه حاليا وصل إلى المناطق القريبة من الحدود الجزائرية على مستوى إقليم السمارة، ولفهم الأمر أكثر نعود إلى قرار وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء في الحكومة السابقة، عبد القادر عمارة، سنة 2018، المتعلق بتحديد شبكة الطرق السيار الوطنية والجهوية والإقليمية، والذي تطرق إلى كل النقاط التي ستمر منها هذه طريق الوطنية وملحقاتها.
وتمتد الطريق الوطنية رقم 17، بناء على هذه الوثيقة من السعيدية إلى الكويرة، على طول إجمالي يارب 2878 كيلومترا، وتمر من السعيدية وأحفير ووجدة وعين بني مطهر وبوعرفة، ثم إلى بوعنان والرشيدية وأرفود والريصاني والنيف وزاكورة والمحاميد، لتصل إلى فم زكيد وطاطا وأسا والمحبس السمارة وكلتة زمور وميجيك وأغوينيت وبئر كندوز.
أما الطريق الوطنية رقم 17 "أ" فتمتد من الريصاني إلى الطاوس، في حين أن نظيرتها "ب" تربط بين السمارة وأمغالة، وتصل "ج" من كلتة زمور إلى الحدود الموريتانية في اتجاه موغرين، و"د" من ميجيك إلى الحدود الموريتانية باتجاه الجنوب، ثم "ه" التي تمتد من أغوينيت إلى حدود موريتانيا في اتجاه الشمال الشرقي، والطريق الوطنية 17 "و" من أغوينيت إلى الحدود الموريتانية كن في اتجاه الجنوب.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :