مستشارها اجتمع مع أخنوش.. ألمانيا تضع عينيها على مشروع الهيدروجين الأخضر بالمغرب خلال مؤتمر مجموعة العشرين من أجل إفريقيا
تحاول ألمانيا جني المزيد من المكاسب في مجال الانتقال الطاقي، من خلال شراكتها مع المغرب، وذلك خلال أشغال مؤتمر إفريقيا ومجموعة العشرين الذي تحتضنه برلين التي تنطلق اليوم الاثنين، حيث يبرز الهيدروجين الأخضر من بين المواضيع الرئيسية التي سيتم التطرق إليها، وذلك بعد لقاء ثنائي جمع يوم أمس الأحد المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش.
وأجرى أخنوش وشولتس مباحثات تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، كما شكلت هذه المباحثات فرصة للحديث عن عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن بحث الصيغ الممكنة لبناء شراكات على المستويين الاقتصادي والتجاري، وفق بيان رسمي مغربي.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضرته، أيضا، وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، وسفيرة المملكة ببرلين، زهور العلوي، أعرب الجانبان عن "ارتياحهما للشراكة المتميزة القائمة بين البلدين، مع استعراض مختلف التحديات الحالية والمستقبلية"، وذلك قبل انطلاق أشغال قمة مجموعة العشرين من أجل إفريقيا.
وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية لـ"رويترز" بخصوص المؤتمر، إنه في تأكيدٍ على الاهتمام المتجدد بإفريقيا، ستكون رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، من بين الزعماء الذين سيحضرون القمة في برلين، التي يستضيفها المستشار الألماني أولاف شولتس.
ووفق المصدر نفسه، تتنافس أوروبا والولايات المتحدة مع روسيا والصين على النفوذ والموارد المعدنية الأساسية والفرص الاقتصادية الجديدة في ثاني أكبر قارات العالم من حيث عدد السكان، وقرر شولتس إجراء محادثات ثنائية مع عدد من زعماء الدول الإفريقية، أمس الأحد، قبل أن يستضيف قمة استثمار ألمانية - إفريقية في فندق ماريوت ببرلين صباح اليوم الإثنين.
وتركز مساعي دول العشرين على مجموعة من الأولويات، وخصوصا ما يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة، وخصوصاً الهيدروجين الأخضر، مما يمكن أن يساعد أوروبا على التحول إلى اقتصاد محايد كربونيا، كما يعد استقرار القارة وازدهارها أيضاً عنصرا أساسيا في الحد من الهجرة غير الشرعية، وفق وكالة الأنباء البريطانية.
ووقع المغرب وألمانيا اتفاقية لإقامة مشروع الهيدروجين الأخضر على أراضي المملكة في يونيو من سنة 2020، اعتمادا على طاقتي الشمس والرياح، خصصت له الحكومة الألمانية، في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، 9 مليارات يورو، من أجل إنتاج 25 في المائة من متطلبات ألمانيا من الطاقة النظيفة وما بين 2 إلى 4 في المائة من الحاجة العالمية لهذا النوع من الطاقة.
وترغب ألمانيا في إحياء هذا المشروع بسرعة، نتيجة المخاوف المتزايدة على أمنها الطاقي الناجمة عن تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن دول الاتحاد الأوروبي، نتيجة دعمها لأوكرانيا، علما أن استهلاك الكهرباء في ألمانيا تزايد بوتيرة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وسيعرف ارتفاعا بـ60 في المائة سنة 2050 مقارنة بسنة 2018.
ويمكن أن يشمل مشروع الهيدروجين الأخضر أراضي الصحراء المغربية أيضا، وذلك بعدما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، يوم 13 دجنبر 2021، عن إشادة بلادها بمشروع الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية، باعتبارها مبادرة تساهم في إيجاد حل نهائي للنزاع، وهو الموقف الذي أشاد به الملك محمد السادس في غشت من سنة 2022.