بعد أقل من شهر ونصف على توليه مهامه.. ضربة جوية مغربية تصفي قائد "المنطقة السادسة" في "البوليساريو" و8 مسلحين آخرين
يواصل الجيش المغربي عملياته الميدانية بالمنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، إذ في عملية جديدة يُرجح أنها تمت بواسطة طائرة مُسيرة، وأدت إلى تصفية القائد الميداني في ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية، سيد مهدي أحمد، وهي الضربة التي نُفذتنهاية الأسبوع الماضي وأسفرت في المجمل عن مصرع 9 أشخاص، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وأعلنت حسابات صحراوية موالية للبوليساريو وأخرى معارضة لها، خبر مقتل مهدي أحمد في المنطقة العازلة على الحدود الشمالية لموريتانيا، إلى جانب نائبه عثمان محمد لامين، بالإضافة إلى 7 عناصر من مسلحي الجبهة، كانوا يخططون لتنفيذ عملية "نوعية" من خلال اقتحام المنطقة العازلة محملين بنظام دفاع جوي محمول، قبل استهدافهم بشكل مفاجئ من طرف سلاح الجو المغربي.
والمثير في الأمر هو أن مهدي أحمد ليس سوى "قائد المنطقة العسكرية السادسة"، وفق الصفة التي منحتها له قيادة "البوليساريو"، وهو المنصب نفسه الذي كان يحمله عضو أمانة الجبهة أبا علي حمودي، الذي لقي مصرعه رفق 3 من المسلحين في المنطقة العازلة بداية شهر شتنبر الماضي، في ضربة جوية نُفذت بواسطة دائرة مسيرة عن بُعد.
وتعد هذه أول عملية يتم الحديث عنها بشكل علني، نُفذت من طرف الجيش المغربي بالمنطقة العازلة، منذ هجمات ليلة 28 و29 شتنبر الماضي التي استهدفت تجمعات سكنية بمدينة السمارة، وأدت إلى مقتل شاب يبلغ من العمر 23 عاما وإصابة 3 أشخاص آخرين، وهي العملية التي وصفها المغربية بالإرهابية، مشيرا إلى تورط عناصر "البوليساريو" فيها.
وأشار عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بتاريخ 30 أكتوبر الماضي، في ندوة صحفية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، هلال الهجوم بأنه "جبان ودنيء"، إلى تورط "البوليساريو" في الهجوم استنادا إلى إلى ما أسمته "البيان العسكري 901" إلى جانب أنها لم تُنكر ذلك، موردا "في غياب أي نفي من جانبها، فإن كل المعطيات تحملها المسؤولية وتشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن صمتها يؤكد أن ميليشياتها هي التي تقف وراء هذه التفجيرات".
وقال هلال إنه "بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فإن أي هجوم أو استهداف للمدنيين والمناطق المدنية يمثل عملا إرهابيا وعملا حربيا"، وتابع "ننتظر أن تصدر الأمم المتحدة تقريرها حتى يعلم الجميع من يستهدف المدنيين، ومن يقتل الأبرياء، ومن يزعزع استقرار المنطقة، ومن يخاطر بالتسبب في تأجيج الوضع والمآسي".
ولم تتحدث "البوليساريو" عن هجوم الأمس، لكنها اليوم الاثنين، وعبر موقعها الرسمي تحدثت عن رسالة وجهها زعيمها، إبراهيم غالي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتاريخ أمس، يشتكي فيها من غارة جوية نفذها الجيش المغربي بمنطقة "زكولة" في المنطقة العازلة التي تصفها الجبهة بـ"الأراضي المحررة"، معتبرا أنها استهدفت "سيارتين مدنيتين".