سانشيز يتصل بأخنوش للدفع بالأجندة المشتركة بين المغرب وإسبانيا
في أول تواصل مباشر بينهما منذ أدائه اليمين الدستورية رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة، اتصل بيدرو سانشيز بنظيره المغربي عزيز أخنوش، للتأكيد على استمرار المسار التصاعدي للعلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، وهي الخطوة التي تأتي بعد اختيار سانشيز التوجه إلى الشرق الأوسط عوض المغرب خلال رحلته الخارجية الأولى.
وقال سانشيز، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "إكس" قائلا إنه أجرى محادثة مع أخنوش، يوم أمس الاثنين، جرى خلالها التأكيد على أهمية الصداقة بين البلدين، ولذلك، يقول رئيس الوزراء الإسباني، "نريد الدفع بأجندتنا المشتركة إلى الأمام، واستكشاف الفرص الجديدة التي تتيحها هذه العلاقة المتجددة"، مبرزا أنه سيعمل أيضا على "تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي".
وللمرة الثانية بعد اختياره رئيسا للوزراء في إسبانيا، إثر حصوله على ثقة أغلبية مجلس النواب، لم يتوجه سانشيز إلى المغرب في رحلته الخارجية الأولى، لكن، وبخلاف ما كان عليه الحال في 2019 حين اختار التوجه إلى فرنسا في ظل حالة عدم الثقة التي كانت تشوب نظرته للرباط، توجه هذه المرة إلى الشرق الأوسط في مهمة تتعلق بتطورات الأوضاع في غزة.
وسافر سانشيز، باعتبار بلاده ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، مع رئيس الوزراء البلجيكي أليكساندر دي كرو، الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد في دجنبر المقبل، في جولة إلى إسرائيل والضفة الغربية ومصر، من أجل الوقوف على تطورات القضية الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسقط الآلاف من المدنيين ودمر المباني والمنشآت.
وكان سانشيز قد عبر ضمنيا عن رغبته في استمرار العلاقات الإيجابية بين الرباط ومدريد، التي جرى وضع أسسها خلال لقائه بالملك محمد السادس في أبريل من سنة 2022 بالمغرب، من خلال الإبقاء على مجموعة من الوجوه التي تدعم هذا التوجه في حكومته الجديدة، وفي مقدمتها وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، الذي لعب دورا رئيسيا في إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين المملكتين.
وفي حكومته الجديدة، اختار سانشيز الإبقاء على وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، ووزير الفلاحة والصيد البحري والغداء لويس بلانس، وكلهم من المقربين منه ومن الداعمين لبناء علاقات مصلحة وتعاون قوية مع المغرب، وفق ما سبق أن كشفت عنه مجموعة من التقارير الإسبانية، خصوصا خلال أزمة 2021.
وفي 17 نونبر الجاري، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى سانشيز على إثر تنصيبه رئيسا للحكومة الإسبانية، وهي الرسالة التي عبر من خلالها العاهلُ المغربي عن "أحر التهاني، مشفوعة بأصدق المتمنيات بموصول التوفيق في خدمة الشعب الإسباني الصديق، وتحقيق تطلعاته إلى المزيد من الرقي والازدهار".
وجاء في البرقية الملكية "وإذ أبارك لكم تجديد البرلمان الإسباني الثقة في شخصكم، يسعدني أن أؤكد لكم مجددا عزمي الوطيد على مواصلة العمل سويا معكم للمضي قدما في ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تجمع بين بلدينا، وتعزيز المرحلة الجديدة لشراكتنا الاستراتيجية التي تبنيناها معا، والقائمة على أسس حسن الجوار والثقة المتبادلة والحوار الدائم والبناء".
وأشاد العاهل المغربي بـ"التزام البلدين الجارين بتكريس تطابق وجهات نظرهما بخصوص مختلف القضايا الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تجسيدا لما يتقاسمه الشعبان الصديقان من إرث حضاري وثقافي عريق، وإسهاما في ضمان السلم والاستقرار والرخاء في المحيط الأورو – متوسطي".