أكدت أن الاعتراف بـ" البوليساريو" غير مطروح.. نائبة رئيس الوزراء الإسباني: لا علاقة بين ملف الصحراء والقضية الفلسطينية

رفضت الحكومة الإسبانية ربط ملف الصحراء بالقضية الفلسطينية، معتبرا أن الأمرين مختلفين، وهو ما جاء على لسان تيريزا ريبييرا، نائبة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، تفاعلا مع إعلان هذا الأخير سعي بلاده لضمان اعتراف جماعي من دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، واستعداد مدريد القيام بهذه الخطوة، مؤكدة أن الأمر لن يحدث مع "البوليساريو".

ريبييرا، النائبة الثالثة لرئيس الحكومة، ووزيرة التحول البيئي والتحدي الديمغرافي، أكدت يوم أمس الأربعاء على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف الدول الأوروبية، بعد أن فتح سانشيز الباب أمام اعتراف أحادي من إسبانيا، لكن بعد أن سُئلت حول ما إذا كان من الممكن القيام بالشيء نفسه من خلال الاعتراف بـ"دولة" في الصحراء، أوضحت أن "الأمر مختلف"، مبرزا أن هذا السيناريو غير مطروح.

وأوردت المسؤولة الإسبانية أنه بخصوص ملف الصحراء، فالأمم المتحدة مكلفة بالملف منذ مدة طويلة، وتحاول إيجاد حلول، وأضافت "ما على الحكومة (الإسبانية) فعله هو الوقوف إلى جانب الأمم المتحدة في البحث عن حلول"، مضيفة أن مدريد "تساند التوافق وتدعم مهام ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة"، وفق ما نشرته على لسانها وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس".

وفي ما يمكن النظر إليه كإشارة ضمنية للحكم الذاتي المغربي، أكدت نائبة سانشيز أنه "من المهم وجود منصة يمكن من خلالها حل هذه المشكلة بشكل شرعي، وإلا فسيكون من الصعب للغاية حدوث تقدم"، مبرزة أن مهمة المبعوث الأممي "صعبة للغاية"، لكنها شددت على أن بلادها مستمرة في دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

ويوم 24 نونبر الماضي، وخلال زيارته لمصر إثر جولة شرق أوسطية شملت إسرائيل والضفة الغربية الفلسطينية، أعلن سانشيز أنه في حال ما لم يعترف الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي بدولة فلسطين، فإن بلاده ستقوم بذلك بشكل أحادي، مضيفا أن مدريد ستقوم بهذه الخطوة "في وقت قصير".

وأورد سانشيز "حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، إنه أمر قيم ومهم، يجب أن نفعل ذلك مع الاتحاد الأوروبي"، وتابع "لكن إذا لم يعترف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، فإن إسبانيا ستفعل ذلك، وتتخذ قرارها بنفسها".

واليوم الخميس أعاد سانشيز التأكيد على هذا الموقف في مقابلة عبر شبكة الإذاعة والتلفزيون العمومية RTVE معتبرا أن "الاعتراف بدولة فلسطين هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، وأضاف "من مصلحة الاتحاد الأوروبي معالجة الوضع في منطقة الشرق الأوسط وإيجاد حل سياسي للأزمة من خلال الاعتراف بدولة فلسطين لسببين أخلاقي وجيوسياسي".

ووفق رئيس الوزراء الإسباني "السبب الأخلاقي يكمن في عدم قبول ما يجري في المنطقة، أما بخصوص السبب الجيوسياسي فيتعلق بالأزمة التي قد تمتد إلى لبنان ثم مصر والأردن، والتي يمكن أن تتسبب في حالة عدم استقرار كبيرة في منطقة مهمة جدا للاتحاد الأوروبي هي الشرق الأوسط".