النظام الجزائري يمنع زعيما سياسيا من السفر خارج البلاد للقاء قيادات حركة حماس في قطر
كشف عبد الرزاق مقري، زعيم حركة مجتمع السلم، التي تُعتبر من بين أكبر الأحزاب السياسية الإسلامية المعارضة في الجزائر، أمس الخميس، أنه تعرض للمنع من السفر خارج الجزائر، دون أن تقدم السلطات الجزائرية أي مبررات لمنعه من السفر.
وأرجع مقري في منشور نشره على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أن سبب منعه من السفر خارج البلاد، يرجع إلى دعمه وتحركاته لصالح للقضية الفلسطينية، خاصة أنه كان يستعد للتوجه إلى الدوحة في قطر للقاء قيادات في حركة المقاومة الفلسطينية للإعداد لمنتدى كوالالمبور الذي يشغل منصب أمينه العام.
وأشار مقري أن شرطة الحدود منعته من السفر، وعندما استعلم عن الأمر، وجد أن الضابط المكلف لا يعرف الأسباب، مما يعني أنه فقط ينفذ الأوامر التي تلقاها من الجهات العليا، وهو ما دفع مقري إلى اعتبار أن منعه استهدف إيقاف تحركاته الداعمة للقضية الفلسطينية.
واعتبر زعيم حركة مجتمع السلم، أن منعه من السفر خارج البلاد، هو خرق للقانون والدستور، واعتبره استخفاف بمصائر الناس من طرف السلطات الحاكمة في البلاد، مشيرا إلى أنه حاول استفسار الأمر عن المعنيين بمعنه من السفر، إلا أنه لم يتلق أي جواب.
وكان عبد الرزق مقري، قد تم توقيفه مؤخرا من طرف السلطات الأمنية الجزائرية، بعدما خرج إلى الشارع رفقة عدد من الأشخاص للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي ضد المستشفى المعمداني في قطاع غزة، ثم تم إطلاق سراحه في وقت لاحق بدون أي متابعة قضائية.
وأعادت واقعة منع المقري من السفر، الإجراءات المشددة التي يتخذها النظام الجزائري بشأن الإعلان عن دعم فلسطين إلى الواجهة، ولا سيما خلال الفترة الأخيرة بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث يرفض السماح بالمظاهرات الاحتجاجية ضد إسرائيل، ولا يسمح إلا بالتي تكون تحت المراقبة الأمنية.
وتتناقض الاجراءات التي يقوم بها النظام الجزائري، مع ادعاءاته الكثيرة التي يدعي فيها بأنه من الأنظمة الممانعة الداعمة لفلسطين، في حين أن العديد من التحليلات تشير إلى أن منع المقري من السفر، الهدف منه هو رغبة الجزائر في تفادي تسجيل موقف ضدها في حالة قيام السياسي الجزائري بإطلاق تصريحات أو مبادرات ضد إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب على غزة، أظهرت محدودية ما يُمكن أن تقوم به الجزائر لصالح القضية الفلسطينية، في تناقض صارخ مع تصريحاتها في أيام السلم، حيث تُقدم نفسها على أنها من الأنظمة العربية القليلة التي تدعم فلسطين أمام "عجز باقي البلدان الأخرى".