رغم "التحالف التاريخي" بينهما.. روسيا ساهمت في إفشال "ضغوط الغاز" الجزائرية على المغرب وإسبانيا

 رغم "التحالف التاريخي" بينهما.. روسيا ساهمت في إفشال "ضغوط الغاز" الجزائرية على المغرب وإسبانيا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
السبت 2 دجنبر 2023 - 18:00

رغم الروابط التي تجمع الجزائر بروسيا منذ الحرب الباردة عندما كانت الجزائر أحد البلدان المنضوية تحت المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، واستمرار تلك العلاقات المتينة حتى بإنهيار الاتحاد واعتماد الجزائر على روسيا في بناء ترساناتها العسكرية بنسبة تقترب من 100 في المئة إلى غاية الآن، إلا أن الحرب الروسية الأخيرة على أوكرانيا جعلت مصالح البلدين تصلان إلى نقطة تضارب.

ففي الوقت الذي تحاول فيه موسكو التخفيف من تداعيات الحظر الغربي على صادراتها من الطاقة كرد فعل على اجتياحها لأوكرانيا، فإن الجزائر وجدت في ذلك الحظر فرصة لزيادة صادراتها من الطاقة نحو بلدان الغرب، وهو ما يبدو وكأن الجزائر تُساهم في تضييق الخناق على "حاليفتها التاريخية"، التي قررت بدورها اتخاذ طريقة أخرى للرد على تلك التطورات، وهو ما ساهم أيضا في إفشال ضغوطات جزائرية من جانب آخر.

وركزت روسيا في تجاوز الحظر الغربي على صادراتها من الطاقة، بعرض انتاجها الطاقي، من البترول والغاز، بأسعار منخفضة لفائدة أسواق جديدة، وكان المغرب من البلدان التي استفادت من هذه الخطوة الروسية، في وقت كانت الرباط في حاجة إلى مُورد جديد بأسعار تنافسية، بعد قرار الجزائر إيقاف استخدام أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يعبر الأراضي المغربية انطلاقا من الجزائر نحو إسبانيا، وكان المغرب يحصل على نسبة هامة من الغاز بشكل مجاني لقاء تخصيص أرضه لعبور الأنبوب.

وتمكن المغرب في ظرف وجيز من تجاوز تأثيرات إيقاف الجزائر لأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي أواخر سنة 2021، وأصبح يحصل على الكميات الكافية التي تحتاجها البلاد، بل وصل الأمر، وفق ما كشفته تقارير إعلامية دولية، إلى تحول المغرب من أواخر 2022 إلى غاية الآن، إلى مُصدر للفائض من الغاز الروسي إلى بلدان أخرى، وأبرز وجهة يُصدر لها المغرب هي إسبانيا.

وبالتالي، ساهمت خطوة موسكو بزيادة صادراتها من الطاقة إلى بلدان أخرى، كالمغرب، في إحباط محاولات الجزائر لوضع المملكة في مأزق الطاقة، كما ساهمت أيضا في إفشال الضغوطات التي مارستها على إسبانيا، حيث هددت الجزائر بإيقاف إمدادات الغاز إلى إسبانيا منذ مارس 2022 بسبب موقف مدريد الداعم لمغربية الصحراء، كما أنها كانت قذد أعلنت أنها ستبيع الغاز بأسعار غير تفضيلية لمدريد خلال مراحل الأزمة بين البلدين التي استمرت 19 شهرا، من مارس 2022 إلى غاية الأسابيع الأخيرة عندما قررت الجزائر أخيرا إيقافا مقاطعتها الدبلوماسية لمدريد على إثر فشل ضغوطاتها التي كانت تهدف من ورائها إلى دفع مدريد للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء.

وكانت تقارير إسبانية قد أشارت إلى أن مدريد زادت من وارداتها الطاقية من جهات أخرى لمواجهة تهديدات الجزائر، وكانت روسيا من البلدان التي رفعت إسبانيا من الواردات الغازية منها، كما أنها أيضا اشترت كميات هامة من الغاز من المغرب، وهو الغاز الذي كان قد حصل عليه المغرب من روسيا عبر العديد من الشحنات.

وتُظهر كل هذه الأحداث، أن تضارب المصالح بين الجزائر وروسيا، ساهم بطريقة واضحة في إفشال الضغوطات التي كانت تسعى الجزائر إلى ممارساتها على المغرب وإسبانيا بورقة الغاز.

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...