استمرار غياب سفير الإمارات في الرباط.. والمملكة تضع ملفات ثقيلة أمام أبوظبي
على خلاف ما تم تداوله إعلاميا، مازال السفير الإماراتي المعتمد في الرباط، علي سالم الكعبي، لم يلتحق بسفارة بلده في عاصمة المملكة بعد، منذ أن غادرها، شهر أبريل الماضي، بـ"طلب سيادي عاجل" من أبوظبي.
وحسب معطيات "الصحيفة" فإن أغلب المهام الديبلوماسية، للسفير سالم الكعبي، يقوم، بها، حاليا، نيابة عنه، القائم بالأعمال بالإنابة، سعيد مهير الكتبي.
وظهر غياب السفير الإماراتي، في قائمة رؤساء البعثات الديبلوماسية الإسلامية المعتمدون بالمغرب الذين قدموا، أمس، الإثنين، تهاني العيد للملك محمد السادس، بالقصر الملكي في تطوان، بمناسبة عيد الأضحى، حيث ناب عن السفير الإماراتي، القائم بالأعمال، بالإنابة، في سفارة الإمارات المملكة، سعيد مهير الكتبي، الذي قدم التهاني للملك محمد السادس نيابة عن سفير أبو ظبي الغائب.
وعكس ما تم تداوله خلال الأسابيع الماضية، من عودة "الدفء" للعلاقات المغربية الإماراتية، فإن المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" تؤكد خلاف ذلك، رغم العديد من التسريبات التي تحدثت عن "عودة تدريجية" للعلاقات بين أبوظبي والرباط.
وحسب ما تنشره الصفحة الرسمية لسفارة الإمارات في الرباط على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، فإن أغلب الأنشطة الديبلوماسية، للسفارة، يقوم بها القائم بالأعمال، سعيد مهير الكتبي، مثل استقبال بعض السفراء، والأنشطة الاجتماعية، وكذا اللقاءات مع السلك الديبلوماسي المعتمد في المملكة.
وحسب المعطيات دائما، فإن أبوظبي تسير نحو تغيير إسم سفيرها، في الرباط، ضمن احتمال عودة العلاقات الديبلوماسية الطبيعية مع الرباط، في القريب "العاجل"، بعد أن عجز، السفير سالم الكعبي في احتواء، الأزمة الغير معتادة بين البلدين، ولم يكن "وسيطا" ديبلوماسيا قادرا على تذويب نقاط الخلاف بين الرباط وأبوظبي.
يأتي ذلك، في الوقت التي يحرص المغرب حسب معطيات "الصحيفة" أن تتم معالجة جميع القضايا الخلافية مع أبوظبي قبل "تطبيع" العلاقات التي تضررت بشكل "عميق" اثر ردت فعل الإمارات "الغير محسوبة" اتجاه المغرب بعد الخلاف الإماراتي - السعودي مع قطر، وكذا موقف البلدين الخليجيين "العدائي" اتجاه ترشح المملكة المغربية لتنظيم كأس العالم 2026، إضافة إلى المساس بوحدة المغرب الترابية بعد محاولة الضغط عليه إعلاميا من خلال برامج أعدت خصيصا على قناة "العربية" الممولة سعوديا والتي يوجد مقرها في دبي الإماراتية، ناهيك عن الخلاف الكبيرة من تمويل الإمارات الكبير للمشير حفتر في ليبيا، حيث يعتبر المغرب أن أي فوضى في البلد المغاربي، تعني دخول المنطقة الأكثر استقرارا نسبيا في شمال إفريقيا والمنطقة العربية إلى المجهول، وهو ما تعارضه الرباط.