في محاولة للحاق بمسار بدأه المغرب قبل 7 سنوات.. الجزائر تسعى للانضمام لـ"آسيان" بعد رفض طلبها من طرف دول "البريكس"
أعلنت الجزائر، أمس الأربعاء، أنها قدمت طلبا رسميا من أجل الانضمام إلى مجموعة "آسيان"، وهي رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تتكتل في ما بينها داخل منظمة سياسية واقتصادية مكونة من 10 أعضاء، وذلك بعد خيبة الأمل الكبيرة التي عانت منها جراء رفض طلبها الانضمام إلى مجموعة "البريكست"، لتختار السير على درب سبقها إليه المغرب قبل 7 سنوات.
ووجهت الجزائر بوصلتها إلى شرق آسيا بعدما ووجه طلبها بالرفض من طرف مجموعة دول "البريكس"، حيث أعلن وزير الخارجية، أحمد عطاف، أن بلاده تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى معاهدة الصداقة والتعاون، وذلك خلال ندوة صحفية عقدها رفقة نظيرته الأندونيسية ريتنو مارسودي بالجزائر العاصمة، موردا أن بلاده تسعى "لبناء علاقات وطيدة مع آسيان، ضمن التوجه الجديد الذي وضعه الرئيس تبون في السياسة الخارجية للجزائر".
وتحاول الجزائر اللحاق بركب الدول الإفريقية التي انضمت إلى المعاهدة، وخصوصا المغرب ومصر، اللذان كانا السباقين للانضمام إليها سنة 2016، قبل أن تلحق بهما جنوب إفريقيا في 2020، هذه الأخيرة التي سبق أن حاولت ضم الجزائر إلى منظمة "البريكس"، التي كانت تضم إلى جانبها كلا من روسيا والصين والهند والبرازيل.
وتضم رابطة آسيان دول إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلاند وفييتنام ولاوس وميانمار وكامبوديا وسلطنة بروناي، لكن معاهدة الصداقة والتعاون تضم العديد من الدول الأخرى، ومضى المغرب بشكل سريع في تعزيز حضوره داخل إطارها، ليصبح واحدا من بين 7 دول فقط تحظى بصفة "شريك الحوار القطاعي"، وهي أيضا سويسرا وتركيا والنرويج والإمارات العربية المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا وباكستان.
وفي نونبر الماضي، قال بلاغ للخارجية المغربية بأن وزراء الشؤون الخارجية ببلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" أكدوا بشكل رسمي، خلال اجتماعهم يوم 4 شتنبر 2023 بجاكارتا، منح المملكة المغربية وضع شريك الحوار القطاعي، لدى هذا التجمع، وهي الخطوة التي شملت وقتها أيضا جنوب إفريقيا والإمارات العربية المتحدة.
وأوضح البلاغ أن المغرب أصبح بهذا القرار أول بلد في شمال إفريقيا يحظى بهذا الوضع، وهو بذلك يعزز موقعه كمحاور مفضل لهذا التجمع الجيوسياسي والاقتصادي ذي الأهمية الكبيرة، مضيفا أن تأكيد هذا الوضع "يكرس رؤية الملك محمد السادس، القائمة على تنويع الشراكات وانفتاح المملكة على فضاءات جيوسياسية جديدة".
وأوردت الخارجية حينها، أن هذا القرار يشكل أيضا "اعترافا من هذا التجمع بدور المغرب، تحت قيادة الملك، كقطب للاستقرار في إفريقيا والعالم العربي، وهو يعكس كذلك دينامية الشراكات بين المغرب وبلدان جنوب شرق آسيا"، مذكرا أنه تم الإعلان عن الاتفاق المبدئي لمنح "وضع شريك الحوار القطاعي" للمغرب خلال الاجتماع الـ56 لوزراء الشؤون الخارجية ببلدان الآسيان والمنعقد يومي 11 و12 يوليوز 2023 بجاكارتا.
وقبل أيام من ذلك، وتحديدا في 24 غشت الماضي، رفضت مجموعة "البريكس" طلب انضمام الجزائر إليها، في حين جرى قبول طلبات دول أخرى، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، وذلك رغم المساعي الحثيثة للرئيس عبد المجيد تبون، لدرجة أنه طلب ذلك علنا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.