أخنوش.. الرجل الذي انتهى قبل أن يبدأ
يستحِق رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، لقَب "الرجل الذي انتهَى قبل أن يبدأ" إذا ما عُدنا قليلاً إلى رغبته الجامِحة في قيادة الحكومة المغربية منذ أن أُلقِيَ بِه من "السماء" على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار سنة 2016.
فمسار أخنوش السياسي لَم يبدأ قبل ذلِك حين ترشّح في جماعة أكادير ولا حتى حينَ أصبح وزيراً للفلاحة بالطريقة التي يعرِفها الجميع، لكن الرجل كان يعلمُ جيداً أن عُمرَه السياسي لا يمكِن أن يُصبِحَ "عُمراً" حقاً إلا إذا أصبح رئيسا للحكومة، وهوما كُتِب له الإجهاض منذ المِلف الأول الذي واجهته "حكومة 8 شتنبر" في مُخالفتِها للمنطِق والأخلاق السياسية عند اختيار حزب الأصالة والمعاصرة حليفاً.
عُمر أخنوش السياسي بدأ منتهياً، بل انتهى قبل أن يبدأ إذا شئنا القول وما المطبّات والمصائب التي واجهت حكومته إلا مؤشّرات على حقيقة موت مسار الرجل السياسي.
لذا فإن من يريد من أخنوش أن يجيبَ الحراكات الاجتماعية بالسياسة، أو على الأقل باستعمال لغة سياسية فهوَ واهِم.
واهِمٌ جداً من يظن أن رئيس الحكومة رجلٌ يمارِس السياسة أو يسوق الحكومة، إنه فقط فضاءَ كرسيٍ لا يتحمّل الفراغ.
ليس تقليلاً من عزيز أخنوش أنه لا يجيدُ السياسة بل ولا يفقَه فيها شيئاً، فالرجُل عُرِفَ منذ اليوم الأول "بيزنِس مان" محبوباً جداً لدى طبقة واسعة من السياسيين لأسبابٍ مجهولة، نَجَح في عالم المال والأعمال حتى أصبَح صاحِب ثروةٍ تتراكَم منذ اليوم الأول إلى حدود الساعة رغم حساسية مسؤولياته.. لكن رغم هذا ظلّت السياسة عُقدَة أخنوش التي لم يستطِع تجاوزها.
فحتى حين كان يريدُ أن يزِن نفسه سياسياً في سنة 2016 مع "أزمة البلوكاج" وجَد نفسه يواجِه إدراكاً مسبقاً من الجميع بأنه أبعَد بنكيران بشيءٍ أخر غير التدافع السياسي وتحكّم بالعثماني عبر عصا أخرى لا علاقة لها بقدراتِه في السياسة والتدبير.
كان أخنوش ولا زالَ جزءً من الأشياء غير المفهومة في هذا البلد العزيز، يحاوِل ممارسة السياسة وتدبير شؤون الحكومة بطريقة طبيعية لكنه ارتبط لدى الشعب بأنه شخص غير طبيعي يملِك قدرة غير طبيعية وهو ما لا بدّ يزول يوماً، وهذا ما يجعلهم جميعاً يقولون بأنه "الرجل الذي انتهى قبل أن يبدأ" حقاً.