بسبب قرار إدارة "لارام" بيع 10 طائرات.. وزير النقل يعترف بفقدان المغرب الربط الجوي بـ 10 مدن أوروبية بعد جائحة "كوفيد-19"
اعترف وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، أمام البرلمان، بأن المغرب فقد الربط الجوي بـ10 مدن أوروبية، بعد تقلص عدد طائرات الخطوط الملكية المغربية، وهو القرار الذي اتخذه الرئيس المدير العام، عبد الحميد عدو، للشركة بسبب تقديرات تتعلق بتأخر عودة نشاط الملاحة الجوية إلى طبيعته إثر الأزمة التي خلفتها جائحة "كوفيد 19" سنة 2020.
وأمام أعضاء مجلس النواب، الذين انتقدوا الوضعية الراهنة لـ"لارام" وعدم قدرتها على التجاوب مع متطلبات النقل الجوي في المغرب، بما في ذلك ارتفاع عدد السياح واستعدادات المملكة لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 ثم كأس العالم 2030 في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، أوضح الوزير المكلف بقطاع النقل أن المملكة تعول على استرداد الخطوط المتوقفة مستقبلا.
وأبرز عبد الجليل أنه قبل الجائحة كانت الخطوط الملكية المغربية تربط مدن المملكة بـ 43 مدينة أوروبية، أما الآن فتقلص العدد إلى 33 فقط، مبرزا أن الحكومة تعول على سياسة الأجواء المفتوحة المطبقة مع دول الاتحاد الأوروبي لإطلاق وجهات جوية جديدة مباشرة مع مجموعة من المدن، بالإضافة إلى الرفع من عدد طائرات "لارام" مستقبلا.
وتطرق الوزير أيضا إلى عقد برنامج 2023 – 2037 الموقع في يوليوز الماضي بين رئيس الحكومة عزيز أخنوش والرئيس المدير العام لـ"لارام"، مبرزا أن عدد طائرات سرب الناقل الوطني ستتضاعف في غضون الـ14 سنة المقبلة من 50 حاليا إلى 200، في تأكيد على استحالة تحقيق هذا الرقم في غضون ما تبقى من سنوات قبل المونديال.
وكان عدو قد قرر بيع 10 طائرات من سرب الشركة إثر أزمة توقف الرحلات الجوية خلال سنتي 2020 و2021 بسبب الجائحة، ما قلص العدد من 60 طائرة إلى 50، بعدما توقع أن التعافي من آثار الأزمة سيتأخر، لكن في أبريل من سنة 2023 أعلن المكتب الوطني للمطارات أن المحطات الجوية المغربية سجلت خلال الفصل الأول من السنة نسبة استرجاع وصلت إلى 96 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019 وهي السنة المرجعية التي سبقت الجائحة.
ووقعت الحكومة و"لارام" عقد برنامج بقيمة 25 مليار دولار، من أجل إعادة إحياء الشركة وإبعاد شبح الإفلاس عنها، وقال بلاغ لرئاسة الحكومة إن ذلك يأتي في إطار "المجهودات التي تبذلها الحكومة، تفعيلا للتوجيهات الملكية، لتعزيز مكانة ودور النقل الجوي في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومواكبة طموح المملكة لبلوغ 65 مليون مسافر في أفق سنة 2037".
وستُضاعف الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات، بناء على عقد البرنامج، لتنتقل من 50 طائرة حاليا إلى 200 خلال 15 سنة القادمة، كما ستقوم الشركة، وفق البلاغ، بتطوير خطوط جوية تواكب خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، من خلال الانفتاح على وجهات دولية جديدة، إضافة إلى تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج وأرض الوطن، وفك العزلة عن مجموعة من مناطق المملكة وتسهيل حركية التنقل بينها، عبر تعزيز الربط الجوي الداخلي بـ46 رحلة جديدة.