تبون يقيل المدير العام للأمن الوطني والنيابة العامة تودع 10 مسؤولين أمنيين السجن بسبب فضيحة التسلل إلى طائرة بمطار وهران التي أحرجت الجزائر أمام فرنسا
تسبب تسلل شاب جزائري إلى طائرة متوجهة إلى فرنسا انطلاقا من مطار وهران، وتمكنه من الوصول إلى مطار "أورلي" بالعاصمة باريس داخل غرفة العجلات، نهاية دجنبر الماضي، إلى رجة أمنية عنيفة في الجزائر، الأمر الذي دفع الرئيس عبد المجيد تبون إلى إقالة المدير العام للأمن الوطني، فريد بن الشيخ، في حين أمرت النيابة العامة بإيداع 10 مسؤولين أمنيين السجن.
واليوم الاثنين، أعلن التلفزيون الرسمي الجزائري، أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، أشرف على تنصيب المدير العام الجديد للأمن الوطني، علي بدراوي، خلفا لفريد بن الشيخ، وهو القرار الذي يأتي بعد أيام فقط على توصل هذا الأخير بأمر من الرئيس تبون من أجل "فتح تحقيق ابتدائي معمق في حادثة تسلل الشاب رحماني مهدي بهدف الهجرة غير الشرعية عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار وهران الدولي".
وتبعا لذلك، أوردت المديرية العامة للأمن الداخلي أن تحقيقاتها التي باشرتها بعين المكان، أدت إلى تحديد المسؤولية المباشرة لسبعة من موظفي المديرية العامة للأمن الوطني بشرطة الحدود، بالإضافة إلى المحافظ رئيس الفرقة الثانية لشرطة الحدود بمطار وهران، وعميد الشرطة المكلف بأمن المطار، كما تحدثت عن المسؤولية المباشرة لتقني ميكانيكي بالخطوط الجوية الجزائرية، وشمل تحديد المسؤوليات أيضا المدير التقني التابع للخطوط الجوية الجزائرية، ومدير مطار وهران، والمدير الجهوي للمؤسسة الوطنية لتسيير المطارات بوهران.
وجاء قرار تبون إثر إعلان رئاسة الجمهورية أن إجراءات إدارية خاصة ستطال المسؤولين المركزيين والجهويين بالمديرية العامة للأمن الوطني، إثر انتهاء التحقيقات، وهو ما يفسر التعجيل بإقالة بن الشيخ الذي أصبح أكبر الأسماء التي أطاحت بها هذه الفضيحة التي تسببت في إحراج كبير للجزائر أمام فرنسا، وانتشر صداها عالميا.
وفي السياق نفسه، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة العثمانية بولاية وهران، اليوم أيضا، بإيداع 10 ضباط وأعوان شرطة يعملون بمطار وهران، إلى جانب ميكانيكي تابع لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، رهن الحبس المؤقت وفق ما جاء في بيان للنيابة العامة للجمهورية.
وأورد البيان أن هذه الخطوة تأتي "تبعا لنتائج التحقيق الابتدائي الذي أُجري من طرف مصلحة التحقيق القضائي التابعة للمديرية العامة للأمن الداخلي في واقعة تسلل شخص إلى غرفة انطواء نظام العجلات لطائرة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار أحمد بن بلة بوهران، في رحلتها المتوجهة إلى باريس بتاريخ 28 دجنبر 2023".
وقالت الوثيقة إنه تم بتاريخ يوم 7 يناير 2024 فتح تحقيق قضائي ضد 10 من ضباط وأعوان الشرطة العاملين بالمطار وميكانيكي تابع لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، من أجل جنح ارتكاب فعل غير عمدي من شأنه تعريض للهلاك الأشخاص الموجودين داخل الطائرة وتعريض حياة الغير أو سلامتهم الجسدية مباشرة للخطر وارتكاب عمل يُعرض أمن الطائرة للخطر.
وكانت السلطات الباريسية قد أعلنت، بتاريخ 28 دجنبر 2023، العثور على شاب في العشرينات من العمر، مختبئا في غرفة العجلات الخاصة بطائرة تجارية قادمة من الجزائر، وأوضحت أنه لم يكن يحمل بطاقة هوية، وكان على قيد الحياة لكن في حالة خطيرة بسبب الانخفاض الحاد في درجة حرارة جسمه، ليتم نقله فورا إلى المستشفى.