سانشيز: حققنا درجة عالية من متانة العلاقات مع المغرب، ووقعنا أكبر عدد من الاتفاقيات في تاريخ البلدين
قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الأربعاء، بأن مدريد حققت درجة عالية من قوة متانة العلاقات مع الرباط، مشددا على ضرورة تعزيز تلك العلاقات بين إسبانيا والمغرب، وذلك خلال كلمة له في افتتاح مؤتمر السفراء الأجانب في العاصمة مدريد.
ووفق ما نقلته وكالة "أوروبا بريس"، فإن سانشيز أشاد بالعلاقات مع المغرب وما تحقق خلال الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية في العاصمة الرباط بين 1 و2 فبراير الماضي، حيث قال في هذا السياق، "لقد وقعنا أكبر عدد من الاتفاقيات في تاريخنا".
وفي ذات المناسبة تحدث سانشيز عن العلاقات مع الجزائر، حيث رحب بتعيين الأخيرة سفيرا جديدا لها في مدريد وبدء عمله الدبلوماسي، مشيرا إلى أن إسبانيا دائما كانت تعتبر الجزائر "بلدا صديقا" وستواصل العمل على استمرار تلك الصداقة.
وقالت "أوروبا بريس" بأن سانشيز اكتفى بهذا القول دون أي إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية التي كانت قد اندلعت بين البلدين، خاصة من طرف الجزائر التي كانت قد أعلنت في الربع الثاني من سنة 2022 عن تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع إسبانيا وإيقاف معاهدة الصداقة والتعاون مع مدريد بسبب موقف الأخيرة من قضية الصحراء، حيث كان سانشيز قد أعلن في مارس 2023 عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كحل لنزاع الصحراء تحت سيادته.
وقد استمرت الأزمة 19 شهرا، قبل أن تقرر الجزائر في نونبر الماضي تعيين سفير جديد لها في مدريد وبعثه لاستئناف المهام الدبلوماسية في إسبانيا، وبررت هذه الخطوة التي لم تسبقها أي إشارات بأن خطاب بيدرو سانشيز في الأمم المتحدة الأخير لم يشر إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي واكتفى بدعم إيجاد حل سياسي متوافق عليه بين المغرب والبوليساريو.
واعتبر الكثير من المهتمين بالعلاقات المغربية الجزائرية، أن هذا التبرير الجزائري لا أساس له من الصحة، على اعتبار أنه في أواخر سنة 2022 قدم بيدرو سانشيز خطابا مماثلا في الأمم المتحدة، لكن الجزائر لم تقرر حينها إصلاح علاقاتها مع إسبانيا التي كان قد مر عليها أكثر من نصف سنة، وانتظرت 19 شهرا للقيام بتلك الخطوة.
ويرى المهتمون أنفسهم أن قرار الجزائر لإصلاح علاقاتها مع إسبانيا يأتي بعد إدراكها بأن ضغوطاتها لدفع مدريد للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب لم تؤت أية نتيجة، وهو ما كان يعني أن استمرارها سيجعلها هي الطرف الخاسر في هذه الأزمة التي هي من بدأتها وخلقتها من طرف أحادي.
ولم تُعلق الجزائر علاقاتها مع إسبانيا على المستوى الدبلوماسي فقط، بل كانت قد أقدمت في منتصف 2022، على تعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا وقررت إيقاف المعاملات التجارية بين البلدين، وهو ما كان له تبعات سلبية على العديد من الشركات الإسبانية والجزائرية معا، بل يُتوقع أن تكون خسائر الجزائر أكبر مما حدث مع إسبانيا.