يتمتع بعلاقات جيدة مع المغرب وحظي بإشادة شخصية من الملك.. ابن الماريشال ديبي المرشح الأوفر حظا لحكم تشاد

تتجه تشاد لاختيار الجنرال محمد ديبي إتنو، نجل الرئيس الراحل المارشال إدريس ديبي إتنو، والذي تربطه علاقات جيدة بالمغرب، رئيسا جديدا للجمهورية بعد قيادته البلاد منذ 2021 لمرحلة انتقالية، وذلك بعدما أعلن حزب حركة الخلاص الوطني ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية سنة 2024.

وأعلن الحزب خلال مؤتمره العام اختيار الجنرال الشاب، محمد ديبي، رئيسا فخريا ومرشحا للرئاسة، وقالت مريم جيمت إيبت، رئيسة لجنة التنظيم بالحزب "تم تعيين الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي رئيسا فخريا ومرشحا مستقبليا لحركة الخلاص الوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة بقرار من أعضاء المؤتمر".

ويحظى ديبي، البالغ من العمر 39 عاما، بشعبية كبيرة في البلاد، بالإضافة إلى كونه مدعوما من طرف الجيش، وكان قد عُين رئيسا للمجلس الانتقالي العسكري بتاريخ 21 أبريل 2021، إثر مقتل والده خلال معارك مع متمردين في شمال البلاد، وأصبح منذ ذلك التاريخ رابع شخص يرث الحكم من والده في إحدى الجمهوريات الإفريقية.

ويتمتع ديبي بعلاقة جيدة مع المغرب، وفي دجنبر المالي بعث المدير العام لإفريقيا والاندماج الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، أبكار كورما، إلى مراكش من أجل إعلان انضمام بلاده إلى مبادرة الملك محمد السادس الدولية، بمنح دول الساحل منفذا على المحيط الأطلسي، استجابة لدعوة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وقبل نحو 3 سنوات، حملت رسالة التعزية التي بعث بها الملك محمد السادس لمحمد ديبي في وفاة والده، إشادة شخصية به، وجاء فيها "أود أن أشيد بذكرى رجل الدولة الكبير الذي خدم بحماس وقناعة مصالح أمته، كما شهد على ذلك إعادة انتخابه مؤخرا لولاية رئاسية جديدة".

وتابعت الرسالة أن العاهل المغربي مقتنع بأن محمد ديبي، رئيس المجلس العسكري الانتقالي "سيكون قادرا على قيادة الانتقال السياسي لجمهورية تشاد، وترسيخ أسس دولة مستقرة ومزدهرة، والتي من شأنها المساهمة في أمن مجموع منطقة الساحل والصحراء، والتي ما فتئ يعمل الفقيد على تحقيقه".

وكان الراحل إدريس ديبي صديقا للمغرب، وذلك منذ سحب بلاده الاعتراف بانفصاليي جبهة "البوليساريو" سنة 2006، وفي 2017 لعب دورا محوريا في عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي عندما كان رئيسا للمنظمة، حيث تصدر محاولات عرقلة طلب الانضمام التي قادتها المفوضة الإفريقية حينها نكوسازانا دلاميني زوما، وعمل على حشد دعم الدول الإفريقية لصالح المملكة، كما أن بلاده كانت من بين الدول التي دعمت علنا تحرك الجيش المغربي في الكركارات في نونبر 2020.

وخلَفَ الجنرال الشاب، خريج المدارس العسكرية المشتركة في عاصمة البلاد نجامينا، والده "الماريشال" البالغ من العمر 68 عاما، والذي قتل بعد يوم واحد من إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة قاربت 80 في المائة من الأصوات، ليظفر بولاية سادسة بعد قيادته البلاد لما يزيد عن 30 عاما.

وعلى الرغم من صغر سنه، كان محمد ديبي محط ثقة كبير لوالده، فبالإضافة إلى تعيينه رئيسا للحرس الشخصي للرئيس كان أيضا مديرا عاما لأمن مؤسسات الدولة ونائبا لقائد القوات المسلحة التشادية، كما سبق أن خاض معارك ميدانية ضد المتمردين.