رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة يؤكد أن بلاده ستظل وفية لـ"عدائها" للمغرب في قضية الصحراء
جدّدت الجزائر تأكيدها على أنها ستواصل المسار الذي دأبت عليه منذ عقود فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وهو المسار الذي يستند على دعم المطالب الانفصالية التي تتبناها جبهة البوليساريو من داخل الأراضي الجزائرية، بدعوى الدفاع عن "حق الشعوب في تقرير مصيرها".
ونقلت الصحافة الجزائرية، كلمة رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، الذي زار المنطقة العسكرية في وهران، وصرح بأن "الجزائر التي عانت من ويلات الاستعمار، ستبقى وفية لمواقفها تجاه القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم، وخاصة القضيتين الفلسطينية والصحراوية".
ووفق تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن الأخير يتوقع أن تتحرك الجزائر من منصبها الجديد كعضو غير دائم في مجلس الأمن، من أجل التأثير في عدد من القضايا، ومن أبرزها قضية الصحراء المغربية التي تُعتبر على رأس اهتمامات الجزائر في سياستها الخارجية.
ويؤكد تصريح السعيد شنقريحة، أن الجزائر لا يُمكنها -في ظل النظام العسكري القائم- أن تُغير من نهجها ومقاربتها في التعاطي مع ملف الصحراء بالواقعية التي بدأت الكثير من بلدان العالم تتعامل بها في هذا الملف، ولازال تصر على ممارسة النهج المتعنت الصدامي القديم، بالرغم أن الكثير ممن كانوا يدعمون جبهة البوليساريو في طرحها الانفصالي انفضوا من حولها منذ سنوات.
ويأتي تصريح شنقريحة تماشيا مع ما سبق أن أكده الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية، أحمد عطاف، على أن الجزائر ستبذل مجهودات كبيرة للدفع نحو "إيجاد حل" للقضايا الهامة، مثل القضية الفلسطينية، وقضية الصحراء المغربية التي تعتبرها الجزائر "آخر مستعمرة في إفريقيا"، مشيرين إلى أن الجزائر ستدعم حق "الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
ويقول ملاحظون لنزاع الصحراء، أن تولي الجزائر لمنصب عضو غير دائم في مجلس الأمن، سيكشف النوايا الحقيقية للنظام الجزائري بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ يُتوقع أن تضع الجزائر قضية الصحراء على رأس أولوياتها وتدفع بشراسة نحو تقويض المجهودات التي يبذلها المغرب لصالح مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع.
وكانت الجزائر قد قالت في الشهور الماضية عبر مجلة "الجيش" التي تتحدث باسم النظام، بأنها ستستغل منصبها في مجلس الأمن ، من أجل الدفاع "عن القضايا العادلة"، بما فيها قضية الصحراء، حيث ستعمل على "تسوية" هذه القضية "بما يضمن تقرير مصير الصحراويين بأنفسهم"، واصفة الصحراء بأنها "آخر مستعمرة في إفريقيا".
ووفق نفس المصدر، فإن الجزائر "ستكون محط أنظار العالم عموما والدول العربية والإفريقية خصوصا، وأمام فرصة تاريخية من أجل حشد الدعم لنصرة القضايا العادلة"، حيث تحدثت بالخصوص على القضية الفلسطينية، إضافة إلى "القضية الصحراوية".
ويتوقع كثير من المتتبعين لملف الصحراء، أن الجزائر ستهدف من خلال انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لاستغلال هذا الموقع من أجل دعم أطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة "البوليساريو" ضد المملكة المغربية، بناء على تؤكده المجلة التابعة للجيش الجزائري.
وبالرغم من أن الجزائر تُجدد في كل مرة أن لا علاقة لها بقضية الصحراء، وليست جزءا من هذه الأزمة، إلا أن تحركاتها على المستوى الدولي تشير إلى أنها جزء هام في هذه القضية، وهي الطرف المقابل للنزاع مع المغرب، وليست الجبهة الانفصالية التي فقدت في السنوات الأخيرة دعم العديد من البلدان في العالم.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :