كانت القطيعة بسبب الصحراء المغربية.. الجزائر تضطر لاستئناف حركة التجارة مع إسبانيا لحل أزمة قطاع الدواجن
اضطرت الجزائر المضي قدما في تطبيع العلاقات الكاملة مع إسبانيا، بعد قطيعة دامت أكثر من 19 شهرا، بسبب موقف مدريد الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، حيث انتقلت من التطبيع الدبلوماسي إلى التطبيع التجاري الذي كان بدوره قد توقف بقرار من النظام الجزائري في منتصف 2022.
وتوصل الفاعلون في مجال قطاع الدواجن في الجزائر في الأيام الأخيرة، بقرار من الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية، تُعلمهم فيها بإلغاء قرارها السابق المتعلق بتجميد عملية استيراد كتاكيت الدجاج من إسبانيا، وهو القرار الذي كان قد ألقى بتداعيات سلبية على قطاع الدواجن في الجزائر بشكل عام وأدى إلى ارتفاع الأسعار.
ويُعتبر هذا القرار، وفق العديد من المتتبعين للعلاقات الجزائرية الإسبانية، أنه البداية الرسمية لاستئناف الحركة التجارية بين الجزائر وإسبانيا والعودة إلى وتيرتها السابقة، بعد عودة الانفراج السياسي منذ أواخر العام الماضي، عندما بعثت الجزائر بسفيرها الجديد إلى مدريد في نونبر.
ووفق نفس المتتبعين، فإن قيام الجزائر بقطع علاقاتها التجارية مع إسبانيا، أضر بالعديد من الشركات الإسبانية وحتى الجزائرية التي كانت تنشط في استيراد البضائع من إسبانيا، وقد عانت عدد من القطاعات من هذا التوقف في المبادلات التجارية، من ضمنها قطاع الدواجن.
وكانت الجزائر قد أقدمت بشكل مفاجئ وبدون سابق تمهيد، عن إصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع إسبانيا، حيث بعثت بسفير جديد إلى مدريد، بالرغم من أن الأخيرة لم تقم بأي مبادرة أو تستجب للشرط الذي كانت قد وضعته الجزائر لإستئناف علاقاتها مع مدريد، وهو تراجع الأخيرة عم موقفها الداعم لمغربية الصحراء.
وكان مسؤولون جزائريون قد برروا تراجع الجزائر عن قطيعتها لإسبانيا، بكون أن الأخيرة غيرت موقفها من قضية الصحراء الذي كان يدعم المغرب وقررت العودة إلى الحياد، مستندة على خطاب بيدرو سانشيز الأخير في الأمم المتحدة الذي دعا إلى حل سياسي مقبول بين الطرفين دون الإشارة إلى مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
واعتبر الكثير من المهتمين بالعلاقات المغربية الجزائرية، أن هذا التبرير الجزائري لا أساس له من الصحة، على اعتبار أنه في أواخر سنة 2022 قدم بيدرو سانشيز خطابا مماثلا في الأمم المتحدة، لكن الجزائر لم تقرر حينها إصلاح علاقاتها مع إسبانيا التي كان قد مر عليها أكثر من نصف سنة، وانتظرت 19 شهرا للقيام بتلك الخطوة.
ويرى المهتمون أنفسهم أن قرار الجزائر لإصلاح علاقاتها مع إسبانيا يأتي بعد إدراكها بأن ضغوطاتها لدفع مدريد للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب لم تؤت أية نتيجة، وهو ما كان يعني أن استمرارها سيجعلها هي الطرف الخاسر في هذه الأزمة التي هي من بدأتها وخلقتها من طرف أحادي.