شكلوا ثلث السياح الوافدين على المملكة.. الأزمة الدبلوماسية لم تمنع حوال 5 ملايين فرنسي من زيارة المغرب في 2023
على الرغم من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، المتسمة بفراغ غير مسبوق في سفارة المغرب بباريس، خلال سنة 2023، إلا أن ذلك لم يحل دون وصول أعداد كبيرة من السياح الفرنسيين إلى المغرب، والذين تجاوز عددهم ثلث الذين زاروا المملكة خلال السنة الماضية التي سجلت رقما قياسيا غير مسبوق بلغ 14,5 ملايين زائر.
ووفق الأرقام التي كشفت عنها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلا عن المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن عدد الفرنسيين الذين زاروا المملكة العام الماضي وصل إلى 4,88 مليون سائح، ليكونوا بذلك الأوائل في القائمة قبل القادمين من إسبانيا والمملكة المتحدة، مرجعة السبب إلى القرب والعلاقات التاريخية بين البلدين.
ويعني هذا الرقم أن المغرب يظل الوجهة المفضلة للسياح الفرنسيين خارج أوروبا، وهو يمثل 33,6 في المائة من إجمالي تعداد السياح الوافدين على المغرب، وجاءت اختياراتهم للمدن التي يزورونها متوافقة مع الأرقام العامة المسجلة من طرف المكتب الوطني للسياحة، أي أن مراكش حلت في الصدارة متبوعة بأكادير، ثم مدينة طنجة التي ارتفع الإقبال عليها بشكل كبير.
ويأتي ذلك في سنة كانت صعبة على العلاقات المغربية الفرنسية، بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي أدت إلى إنهاء مهام السفير المغربي السابق في باريس، محمد بن شعبون، منذ يناير، ليستمر الفراغ في السفارة المغربية إلى غاية تعيين السفيرة الجديدة سميرة سيتايل في نهاية نونبر، غير أن ذلك لم يؤثر في اختيارات السياح الفرنسيين.
والأسبوع الماضي أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن عدد السياح الوافدين على المغرب سجل رقما قياسيا بلغ 14,5 مليون سائح سنة 2023، بزيادة نسبتها 34 في المائة مقارنة بسنة 2022.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن "السياحة في المغرب حققت إنجازا تاريخيا جديدا، فقد استقبل المغرب 14,5 مليون سائح خلال سنة 2023، وهو ما يمثل تقدما ملحوظا بزائد 34 في المائة مقارنة بسنة 2022 وزائد 12 في المائة مقارنة بسنة 2019".
وأبرز المصدر ذاته أن المغاربة المقيمين بالخارج شكلوا 51 في المائة من عدد الوافدين، بنمو بلغ 27 في المائة مقارنة بسنة 2022، وفي المقابل، سجل السياح الأجانب نموا ملحوظا بنسبة 41 في المائة مقارنة بسنة 2022، وأصبحوا يشكلون 49 في المائة من إجمالي الوافدين، محققين زيادة بـ 3 نقاط مقارنة بسنة 2022.
ووفق الوزارة فإنه، وعلى الرغم من السياق الجيوسياسي العالمي المعقد، شهد شهر دجنبر الماضي إقبالا غير مسبوق، حيث تم تسجيل توافد 1,3 مليون سائح موزعين بالتساوي بين المغاربة المقيمين بالخارج والسياح الأجانب، وأضافت "تؤكد هذه الدينامية جاذبية المغرب كوجهة سياحية مفضلة، تستجيب لانتظارات كل من الجالية المغربية والسياح الأجانب".
وأكدت الوزارة أن هذا الرقم القياسي الجديد لعدد السياح الوافدين يتجاوز بشكل كبير الهدف الأولي المحدد لسنة 2023 ضمن خارطة طريق السياحة للفترة ما بين 2023 و2026، حيث كانت خارطة الطريق هذه تتوقع توافد 13,5 مليون سائح، إلا أن النتائج فاقت التوقعات بمليون سائح إضافي.