بطاريات السيارات الكهربائية.. خلافات شركة "ستيلانتيس" مع إيطاليا وإسبانيا تدفعها للاهتمام بشكل جدي في المغرب
كشف الرئيس التنفيذي لشركة "Stellantis" الفرنسية-الإيطالية، كارلوس تافاريس، أن مصانع الشركة في كل من إيطاليا وإسبانيا المتخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية، تواجه تحديات كثيرة في ظل ضعف الدعم الحكومي، مما يدفع بالشركة إلى توجيه أنظارها إلى دول أخرى، وفي مقدمتها المغرب.
ووفق ما أوردته تقارير إعلامية عن مصادر متخصصة في صناعة السيارات بالعالم، فإن شركة "ستيالانتيس" دخلت في خلاف حاد مع الحكومة الإيطالية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد الانتقادات الشديدة التي وجهتها رئيس الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، إلى هذه الشركة، بكونها تشتغل أكثر لفائدة فرنسا على حساب إيطاليا، داعية إلى ضرورة أن ترفع مصانع الشركة في إيطاليا من إنتاجها السنوي إلى أكثر من 3 أضعاف للوصول إلى سقف إنتاج مليون سيارة كهربائية في السنة.
انتقادات ميلوني دفعت بالرئيس التنفيذي للشركة المذكورة إلى الرد على رئيسة الوزراء الإيطالية، حيث انتقد حكومتها بعدم تقديم الحوافز المالية لمصانع الشركة في إيطاليا، محذرا من أن غياب الدعم الحكومي سيدفع بالشركة إلى الاستثمار في بلدان أخرى، مثل المغرب الذي وصفه في رده بأنه "بلد يوفر شروطا تفضيلية وهو بلد رائع للاستثمار".
وحسب المصادر الإعلامية الدولية، فإن مشاكل ستيالانتيس لا تتوقف مع إيطاليا، بل يوجد أيضا تبرم لدى أصحاب القرار في الشركة من إسبانيا أيضا، حيث تجاهلت الحكومة الإسبانية مطالبها بدعم إنشاء مصنع ضخم في مدينة سرقسطة ليتخصص في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مما يزيد من رغبتها في البحث عن وجهات أخرى.
وفي هذا السياق، يُقدم المغرب العديد من الحوافز للشركات الدولية المتخصصة في صناعة السيارات، خاصة صناعة السيارات الكهربائية، حيث يقدم دعما حكوميا للقطاع، وحوافز ضريبية، واليد العاملة ذات التكلفة المنخفضة، إضافة إلى أن المملكة المغربية تتجه لامتلاك العديد من المصانع المتخصصة في انتاج البطاريات الكهربائية.
وتجدر الإشارة في نفس السياق، أن شركة LG الكورية الجنوبية، كانت قد أعلنت في شتنبر الماضي عن اتفاق للشراكة مع المجموعة الصينية Huayou من أجل إنشاء مصنع في المملكة المغربية، متخصص في إنتاج مادة الكاثود المستخرج من فوسفاط الليثيوم والحديد، والتي تُستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية للسيارات.
وحسب بلاغ للشركة نقلته الصحافة الآسيوية، فإن اختيار المغرب يرجع إلى كونه يمتلك اتفاق للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى توفر البلد على أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم، حيث ستكون المواد الأولية متوفرة على المستوى المحلي لفائدة المصنع.
ووفق نفس المصدر، فإن الشركتين تسعيان للإسراع في إنشاء هذا المصنع في المغرب، من أجل أن تكون الانطلاقة الرسمية له في الانتاج في سنة 2026، مقدرة أن تكون كمية الانتاج تصل إلى 50 ألف طن متري، موجهة للتركيب في 500 ألف سيارة كهربائية
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن شركة "هوايو" (HUAYOU) الصينية التي تُعتبر من الشركات الرائدة عالميا في مجال صناعة مكونات البطاريات الكهربائية للسيارات، كانت قد أعلنت مؤخرا عن عزمها إنشاء مصنع ضخم خاص بانتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك في جهة العيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية.
وحسب بلاغ مشترك لوزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة العيون الساقية الحمراء، فإن وفدا هاما من الشركة الصينية المذكورة قام بزيارة ميدانية لجهة العيون الساقية الحمراء من أجل الإعداد لإنجاز المشروع، بغلاف استثماري يناهز 200 مليار درهم على مدى سبع سنوات إلى غاية 2030.
وحسب ذات المصدر، فإن هذا المشروع الصيني الواعد، من المرتقب أن يساهم في خلق أزيد من 13000 منصب شغل قار مباشر، وتطوير منظومة مندمجة لإنتاج البطاريات بجهة العيون الساقية الحمراء، وستُغطي هذه المنظومة حاجيات السوق الوطنية والأوروبية والأمريكية في مجال صناعات مكونات البطاريات الكهربائية بنسبة 30%، أي ما يناهز حاجيات بطاريات أزيد من 6 مليون سيارة في أفق 2030 وفق البلاغ.
وأضاف ذات المصدر، بأن زيارة الوفد الصيني حظيت بمواكبة من المركز الجهوي للإستثمار بتنسيق مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، وقد جاءت هذه الزيارة في إطار الجاذبية المتنامية لجهة العيون الساقية الحمراء التي تستفيد من دينامية تنموية متسارعة وتطور ملموس لمناخ الأعمال بفضل رؤية الملك محمد السادس لتنمية الأقاليم الجنوبية.