فرنسا تبحث "بحذر" عن مصالحها الاقتصادية بالصحراء.. سفير باريس في الرباط يشرف على افتتاح مكتب لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمدينة كلميم
تبحث فرنسا، بحذر، عن مصالح اقتصادية في الأقاليم الصحراوية المغربية، في ظل محاولاتها إصلاح العلاقات مع الرباط التي تدهورت منذ 2021، حيث انتقل سفيرها بالرباط، كريستوفر لوكورتيي رفقة اثنين من قناصلتها، إلى جهة كلميم واد نون، من أجل الإشراف على افتتاح مكتب لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمدينة كلميم.
ووفق ما كشفت عنه غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، فإن رئيستها كلوديا غاوديو فرانسيسكو، انتقلت رفقة السفير لوكورتيي، إلى جهة كلميم واد نون، أمس الأربعاء، مرفوقين أيضا بالقنصل العام الفرنسي بأكادير، ميشيل شاربونيي، والقنصل العام الفرنسي بالدار البيضاء، كريستيان تيستو.
واعتبرت الغرفة أن افتتاح بعثتها بمدينة كلميم تمثل مرحلة جديدة من انتشارها عبر كل جهات المغرب، مذكرة بأنها افتتحت فرعا لها بمدينة العيون في ماي من سنة 2017، ليثلها بجهة العيون الساقية الحمراء، وآخر في الداخلة في مارس من سنة 2019، ليمثلها بجهة الداخلة وادي الذهب.
وبذلك تصبح فرنسا ممثلة رسميا، على المستوى التجاري والصناعي، في جهات الصحراء الثلاث، وهو ما يتيح للشركات ذات العضوية في الغرفة الاستفادة من مجموعة من الخدمات والامتيازات، كما يسهل دعم المستثمرين الراغبين في تأسيس مشاريعهم على المستوى المحلي.
ويأتي ذلك تزامنا مع احتضان مدينة كلميم للنسخة السابعة للأيام الاقتصادية المغربية الفرنسية، والتي استقطبت العشرات من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، الذين سيزورون، رفقة السفير الفرنسي، مدن الجهة، وسيتعرفون على ما تتيحه من إمكانيات اقتصادية.
وفي منتصف نونبر الماضي، دخلت فرنسا على خط إنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة بالمغرب، وتحديدا بمنطقة الداخلة، من خلال شراكة بين شركة "هيدروجين فرنسا" المعروفة اختصارا بـ HDF Energy و"فالكون كابيتال الداخلة"، والتي تهم مشروع "الكشبان البيضاء".
المثير في الأمر هو أن الإعلان عن هذه الخطوة جرى بعد يومين فقط من تأكيد السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وذلك من خلال تصريحات عبر محطة Radio 2M.
وقال لوكورتيي إن بلاده تعلم منذ وقت طويل الأولوية التي يعطيها المغرب لملف الصحراء، مضيفا "لكن أحيانا يكون هناك نوع من "المحاكمات الخاطئة" التي تصدر عنها تقييمات غير دقيقة للموقف الفرنسي"، وأبرز أن ذلك هو ما دفع السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة لتوضيح الأمور، والتأكيد على أنه منذ أن أقدم المغرب مخط الحكم الذاتي للصحراء في 2007، كانت فرنسا إلى جانبه، معتبرا أن هذا الدعم "كان تاريخيا" وأن موقف باريس ظل دائما واضحا جدا.
وقال لوكورتيي إن بلاده لم تقف عند حدود التذكير بدعمها التاريخي للمقترح المغربي، ولكن أيضا الآن "يجب التقدم إلى الأمام"، وهو ما أشار إليه ممثلها في الأمم المتحدة قُبيل صدور القرار الأخير لمجلس الأمن، مبرزا أن باريس منخرطة في هذه الدينامية التي يقودها المغرب لتطوير جهات الصحراء، حيث ستكون مرافقة له من خلال حوار ثابت حتى يصبح المخطط المغربي هو الأكثر حضورا على المستوى الدولي.