الجزائر تُعجل ببعث وزير خارجيتها إلى نواكشوط بخصوص "الساحل الصحراوي" بعد إعلان المغرب أن موريتانيا جزء من مبادرة الوصول إلى الأطلسي
عجلت الجزائر ببعث وزير خارجيتها، أحمد عطاف، إلى نواكشوط، موفدا عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وذلك بسبب الإعلان مؤخرا عن أن موريتانيا جزء من المبادرة المغربية لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، وهو ما دفع الجزائريين إلى استبدال الحديث عن قضية الصحراء بموضوع "الساحل الصحراوي".
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، إن أحمد عطاف، أجرى يوم أمس الجمعة، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى نواكشوط بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، محادثات ثنائية مع نظيره الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك.
وأورد البيان أن الطرفين استعرضا "عديد الملفات المتعلقة بعلاقات التعاون والشراكة التي تشهد حركية لافتة، بفضل ما تحظى من عناية فائقة ومتابعة حريصة من لدن قائدي البلدين الشقيقين، كما تشاورا حول الاستحقاقات الثنائية المقبلة وسبل التحضير الأمثل لها، لتمكينها من إضافة لبنات جديدة على درب تعزيز العلاقات الجزائرية الموريتانية"، وفق ما جاء في الوثيقة.
وأبرز البيان أن اللقاء كان "فرصة للتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الساحل الصحراوي التي تشكل مصدر انشغال متزايد وقلق مشترك لدى البلدين، فضلا عن سلسلة المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي".
والمثير للانتباه هي العبارات التي استخدمتها الجزائر في هذا البلاغ، حيث استحضرت ملف "الساحل الصحراوي" دون إشارة لقضية الصحراء رأسا، التي كانت دائما في صدارة أولوياتها"، وهي المرة الثانية التي تتبع فيها هذا الأسلوب.
وفي يناير الماضي أوردت الخارجية الجزائرية أن المحادثات التي جمعت الوزير أحمد عطاف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تركزت حول "علاقات التعاون والشراكة التي تجمع بين البلدين، وكذا حول سبل تعزيز التنسيق بينهما في مجلس الأمن، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا التي تندرج في صلب اهتماماتهما وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأوضاع بمنطقة الساحل الصحراوي".
وبتاريخ 22 يناير الماضي، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن موريتانيا تعد، من منظور الملك محمد السادس، فاعلا أساسيا في المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وأورد وزير الخارجية المغربي، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، الذي كان يقوم بزيارة للرباط، إن الملك يعتبر أن "موريتانيا لها دور ومكانة في إطار مبادرة جلالته المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي".
واستحضر بوريطة المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين الملك والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي تم التأكيد خلالها على "أهمية العلاقات الثنائية وخصوصيتها، والتقدير الخاص الذي يكنه الملك للرئيس الموريتاني ولدوره في دعم الاستقرار وتطوير التنمية في موريتانيا وجعل موريتانيا قطب استقرار في منطقة الساحل وغرب إفريقيا".