وكالة الأنباء الرسمية الموريتانية تفادت الحديث عنها.. تبون يلعب ورقة ترشح ولد الغزواني لترؤس الاتحاد الإفريقي لتحقيق مكاسب لدى نواكشوط
أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق ما كشفت عنه وكالة الأنباء الرسمية الموريتانية، التي تفادت الحديث عن "العرض" الجزائري الذي قدمه ساكن المرادية بدعم ترشح نظيره لرئاسة الاتحاد الإفريقي، في محاولة لجني مكاسب لدى نواكشوط بخصوص قضايا إقليمية وملفات اقتصادية.
وقالت وكالة الأنباء الموريتانية العمومية إن الرئيسين تناولا أثناء حديثهما "العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين، وثمنا التشاور والتنسيق المنتظم بينهما على جميع الأصعدة، وخصوصا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك"، مضيفة أنهما أكدا في الختام "عزمهما العمل سويا على تنمية وتنويع علاقاتهما الثنائية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين".
غير أن وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، غير الرسمية، قالت إن تبون "هنأ رئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بمناسبة اختياره مرشحا لمنطقة شمال إفريقيا لرئاسة القمة القادمة للاتحاد الإفريقي"، واعتبر خلال الاتصال الهاتفي أن هذا الاختيار "يشرف دول وشعوب المنطقة"، وقال إنه "سيجد الجزائر دائما إلى جانبه للقيام بمهامه النبيلة".
هذا الأمر نشرته أيضا الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية الجزائرية عبر موقع "فيسبوك"، في حين لفتت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة إلى أن نظيرتها الرسمية حذفت هذا الجزء من القصاصة التي تحدث عن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين.
ووفق رئاسة الجمهورية الجزائرية، فإن الاتصال الهاتفي كان أيضا مناسبة للحديث عن الزيارة المرتقبة للرئيس ولد الغزواني إلى الجزائر، التي ستكون الثانية له بعد تلك التي قام بها سنة 2019، وهو أيضا أمر تفادت وكالة الأنباء الرسمية الإشارة إليه.
وتلعب الجزائر أوراقها الدبلوماسية والاقتصادية مع موريتانيا، مخافة مراكمة الخسائر على المستوى الإقليمي، وذلك بعدما فقدت التأثير في جوارها المكون من دول الساحل، في غمرة أزماتها مع مالي والنيجر، البلدان اللذان أصبحا أكثر قربا من المغرب.
وتخشى الجزائر من انضمام موريتانيا إلى المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس، في نونبر الماضي، من أجل ضمان وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، والتي أعلن 4 من أصل 5 دول رسميا الانضمام إليها، وهي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
وسيكون ذلك بمثابة ضربة قوية للجزائر، إذ سيعني اعتراف جوارها الإقليمي الجنوبي بالسيادة المغربية على الصحراء، حيث سيكون منفذ تلط البلدان، وكلها مطوقة ليست لها أي واجهة بحرية، إلى المحيط الأطلسي، هو ميناء الداخلة الجديد، لكنها تحتاج بالضرورة للحصول على طريق بري يمر من موريتانيا.