لتبرير ما يحدث في غزة.. منظمة إسرائيلية تثير الجدل في إسبانيا بفيديو تفاعلي يتخيل قيام المغرب بالهجوم على سبتة ومليلية
أثارت منظمة "Veo Israel" الاسرائيلية، جدلا في إسبانيا، بعدما قامت بنشر فيديو تفاعلي على مواقعها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث فيه عن سيناريو تخيلي لهجوم مغربي على سبتة ومليلية في سنة 2035، وتتساءل عما هو الرد الذي سيقوم به الإسبان، وكيف ستتعامل وسائل الإعلام الإسبانية مع الحدث.
ونشرت هذه المنظمة التي تقول عن نفسها إنها منظمة غير ربحية أسسها رجل الأعمال الإسرائيلي رودريغو غونزاليس، المولود في تشيلي، أن الهدف من الفيديو هو معرفة كيف ستتصرف وسائل الإعلام الإسبانية في حالة تعرضهم للهجوم من طرف جيرانهم المغاربة، وهل سيستمرون في الحديث عن انتهاج مواقف سلمية.
وتلقت المنظمة انتقادات شديدة من طرف الإسبان، وحتى وسائل الإعلام الإسبانية، حيث وصفت بأن الفيديو هو محاولة لتبرير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاولة "خطيرة" للرد على الانتقادات المتواصلة التي تشنها وسائل الإعلام الإسبانية ضد ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
وتتخذ إسبانيا، على عكس جل بلدان الغرب، مواقف معارضة ومنتقدة بشدة لردود الفعل الإسرائيلية ضد قطاع غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في 7 أكتوبر. كما أن أزمة دبلوماسية كانت قد نشبت بين تل أبيب ومدريد بسبب تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، انتقد فيها استهداف المدنيين من طرف إسرائيل.
ويرى كثيرون، أن منظمة "VEO Israel"، تعمل من خلال العديد من الفيديوهات إلى تغيير "النظرة السائدة على إسرائيل"، وقد حاولت استهداف إسبانيا بفيديو تخيلي بهدف محاولة تبرير ما يقع في غزة، وتصوير أن الهجوم المغربي المفترض على سبتة ومليلية في حالة حدوثه سيكون على شاكلة نفس الهجوم الذي قامت به "حماس" ضدها.
كما أن هذا الفيديو يأتي في وقت أعرب فيه المغرب مرارا عن معارضته لما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أكد يوم الاثنين الماضي أن المغرب يتابع بقلق بالغ التصـريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين حول خطط مواصلة الاعتداءات على غزة مع ما تنطوي عليه من إرادة في استهداف واقتحام مدينة، رفح وما قد يفضـي إليه ذلك من عواقب إنسانية كارثية.
وأكد بوريطة، وفق ما جاء في وكالة الأنباء المغربية الرسمية، رفض المغرب القاطع لمحاولة التهجير القسـري للفلسطينيين، وضرورة توفير الحماية لهم بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجاء ذلك، في مكالمة هاتفية تلقاها وزير الخارجية المغربي، من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، حيث جرى الحديث والتشاور حول آخر التطورات في المنطقة، في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
هذا، وجدد وزير الخارجية المغربي موقف الملك محمد الثابت، رئيس لجنة القدس، من ضرورة وقف فوري وشامل ومستدام للحرب الإسرائيلية على غزة، وتمكين السكان الفلسطينيين في القطاع من الحصول على المساعدات الإغاثية العاجلة، بشكل كاف وآمن وبدون عوائق، وخلق أفق سياسي للقضية الفلسطينية، بما يمكن من تنفيذ حل الدولتين.