الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُقرر التوجه نحو إصلاح العلاقات مع المغرب بعد محاولات فاشلة للتقارب مع الجزائر

 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُقرر التوجه نحو إصلاح العلاقات مع المغرب بعد محاولات فاشلة للتقارب مع الجزائر
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 23:45

قالت الصحافة الفرنسية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقى يوم الاثنين الماضي شقيقات العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأميرات مريم وأسماء وحسناء، اللواتي زرن باريس استجابة لدعوة السيدة الأولى في فرنسا، بريجيت ماكرون، وأجرى حديثا معهن.

ووفق الصحافة الفرنسية، فإن هذه الزيارة لشقيقات الملك محمد السادس، كانت قد سبقتها مكالمة هاتفية بين ماكرون والعاهل المغربي، مشيرة إلى أن هذه التحركات تأتي كتمهيد لإصلاح العلاقات الثنائية بين باريس والرباط وإعادة الروابط التاريخية التي جمعت البلدين إلى سيرها الطبيعي، بعد خلافات دبلوماسية دامت لأكثر من سنتين.

وفي هذا السياق، قال الموقع الإخباري لقناة "BFMTV" الفرنسية، إن من أبرز العوامل التي زادت من تأزم العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، هي محاولات ماكرون لتحقيق التقارب مع الجزائر، وهو التقارب الذي كان يقف أمام أي محاولات لإنشاء علاقات متينة مع المغرب.

وحسب تقارير الصحافة الفرنسية، فإن محاولات ماكرون لتقريب العلاقات مع الجزائر لم تنجح كما كان يأمل الرئيس الفرنسي، وبالتالي فإن توجهه الأخير نحو محاولة ترميم العلاقات مع المملكة المغربية، يأتي بعد فشل تلك المساعي مع الجزائر، الأخيرة التي تصر على تسوية ملف الذاكرة بشكل كامل مع باريس، في حين ترفض فرنسا الكثير من المطالب الجزائرية في هذا الملف.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن  الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في غشت الماضي بأن علاقات باريس مع بلدان المغرب العربي، وعلى رأسها المغرب والجزائر، "ليست بالمستوى الذي ينبغي أن تكون عليه"، مشيرا بطريقة غير مباشرة إلى فشل محاولاته لإصلاح العلاقات مع الجزائر، وهي المحاولات التي كانت على حساب العلاقات مع المغرب وفق العديد من المهتمين بالشؤون الدولية في المنطقة.

ووفق ما نقلته الصحافة الفرنسية أنذاك من حديث ماكرون خلال مؤتمر السفراء بباريس، فإن الرئيس الفرنسي أكد على ضرورة "إعادة التفكير" في عمق الشراكات التي تجمع فرنسا بدول المغرب العربي ودول البحر الأبيض المتوسط.

وقال ماكرون حسب الصحافة الفرنسية في نفس السياق، "دعونا نكون واضحين أن العلاقات الثنائية ليست على المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه. ولن أتحدث هنا عن كل منها، ولكن مع المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، ولكن أيضا مع بلدان الشرق الأدنى."

وأضاف ماكرون، أنه نتيجة لهذه العلاقات التي لا توجد في مستوى جيد بين باريس والبلدان المذكورة، "سنقوم بعدة مبادرات ثنائية، وآمل بحلول نهاية العام، وتحت سلطة وزير الخارجية، أن يتم توحيد أجندة التعافي الحكومية الدولية مع المنطقة بأكملها أو على نطاق أوسع".

وكان العديد من المسؤولين الفرنسين، من بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، قد حذر من سياسة ماكرون نحو الجزائر وتأثيرها السلبي على العلاقات مع المغرب، وهو نفس الأمر حذر منه في وقت سابق الديبلوماسي الفرنسي كزافيي درينكور.

وفي هذا السياق، اعتبر السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافيي درينكور، أن رهان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تمتين العلاقات مع الجزائر في مختلف الأصعدة، كان خاطئا، ولم تجن فرنسا أي شيء من تلك العلاقات مع الطرف الجزائري، بل تسببت في إحداث برود في العلاقات التي كان من المفترض أن تكون جيدة مع الرباط.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...