تأكيد سانشيز دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء يضع الجزائر في حرج بعد تصريحات سابقة لوزير خارجيتها

 تأكيد سانشيز دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء يضع الجزائر في حرج بعد تصريحات سابقة لوزير خارجيتها
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 23 فبراير 2024 - 12:00

وضع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الجزائر، في وضع حرج بعد تأكيده أول أمس الأربعاء من العاصمة المغربية الرباط، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، إذ كانت تُروج مؤخرا عبر لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف، أن موقف إسبانيا تغيّر بدعوى أن سانشيز خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة حول الصحراء لم يتطرق إلى مقترح الحكم الذاتي.

واستخدمت الجزائر ذلك التبرير كرد على التساؤلات الكثيرة التي طُرحت حول تراجعها عن تعنتها ضد إسبانيا، وشروعها بدون سابق إنذار في إصلاح علاقاتها مع مدريد التي تأزمت لأكثر من 19 شهرا جراء قرارها سحب سفيرها من مدريد في مارس 2022 وتعليق علاقاتها التجارية مع إسبانيا في يونيو من نفس السنة، كردود فعل غاضبة منها على مدريد التي قررت دعم المغرب في قضية الصحراء.

وبتأكيد سانشيز خلال زيارته إلى المغرب ولقائه بالملك محمد السادس وأعضاء الحكومة المغربية، على التزامه بموقفه الداعم للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء عبر الحكم الذاتي، يكون قد نسف "المبرر" الذي حاولت الجزائر اعتماده لتبرير إنهائ أزمتها مع إسبانيا، مما يطرح تساؤلات حول الخطوة المقبلة للجزائر، هل ستواصل مساعيها لإصلاح علاقاتها مع مدريد أم تحجم عنها أمام هذا المستجد.

وكانت العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية والدولية، قد شكّكت في رواية الجزائر بشأن سبب تراجعها عن مقاطعتها لإسبانيا، حيث أشارت إلى احتمالات أخرى أقوى حول الأسباب التي دفعت الجزائر إلى اتخاذ خطوة الإصلاح في نونبر الماضي، أولها أن الجزائر خاب مسعاها في الانتخابات الرئاسية الإسبانية لـ23 يوليوز 2023، حيث كانت تأمل في سقوط سانشيز وتشكيل حكومة جديدة تعمل على الاستجابة لمطلبها بالتراجع عن دعم المغرب في قضية الصحراء، وهو الأمر الذي لم يحدث.

كما أن قرار الجزائر بافتعال أزمة مع إسبانيا، تزامنت مع تولي الأخيرة لرئاسة الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان سيكون له تداعيات سلبية على علاقة الجزائر مع الاتحاد، إضافة إلى أن القطيعة الاقتصادية والتجارية مع مدريد، تشير الكثير من التقارير أن تكلفتها كانت عالية على الاقتصاد الجزائري، بالرغم من أن الجزائر كانت تتحدث عن تكبيد الشركات الإسبانية لخسائر كبيرة.

ويبدو أيضا، وفق العديد من التحليلات، أن استمرار القطيعة الجزائرية لإسبانيا لأكثر من 19 شهرا، أدخل الجزائر في دوامة شك، بأن الشرط الذي وضعته أمام مدريد لإصلاح علاقاتها، والذي يتعلق بتراجع إسبانيا عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، هو شرط يتسحيل أن تستجيب له مدريد، لأنه كان سيعني نقل الأزمة من الجزائر (ذات التأثير المحدود)، إلى أزمة كبرى مع المغرب سيكون لها تداعيات سلبية جدا على إسبانيا.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن السبب "الحقيقي" وراء إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر منذ أقل من أسبوعين، ترجع إلى رفض المسؤول الإسباني الإعلان عن موقف التراجع عن دعم المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، حيث كان الجزائريون يرغبون تأكيد تبريرهم السابق، والذي يدعي أن إسبانيا تراجعت عن ذلك الموقف وعادت إلى موقف الحياد، وهو ما فشلت الجزائر في تحقيقه.

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...