المنافسة الاقتصادية وضربات "الدرون" المغربية في الصحراء تفرض واقعا برّيا جديدا بين الجزائر وموريتانيا
أعلنت الحكومة الموريتانية أمس الأحد، أنها اتخذت من جانبها جميع الإجراءات لفتح المعبر الحدودي مع الجزائر الذي تم تدشينه منذ أيام في منطقة تندوف الجزائرية بحضور الرئيسين الجزائري والموريتاني بهدف تسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع بين الطرفين.
وقالت تقارير إعلامية دولية، إن إنجاز هذا المعبر الحدودي كلّف الجزائر أكثر من 8 ملايين أورو، وهي من تكلفت بإنجازه من أجل فتح معبر بري مع موريتانيا انطلاقا من حدودها الترابية، وبالتالي الاعتماد على هذا المنفذ للوصول إلى الأسواق الموريتانية ودول غرب إفريقيا أيضا.
ووفق نفس التقارير، فإن المنافسة الاقتصادية مع المغرب، تلعب دورا مهما وراء قيام الجزائر بإنشاء هذا المعبر الحدودي مع موريتانيا، حيث تسعى الجزائر لمزاحمة المغرب على الأسواق الإفريقية التي تمكن المغرب منذ عقود في الدخول إليها عبر معبر الكركرات، وعبر المنافذ البحرية عبر البحر الأطلسي.
ولكن تقارير أخرى، أشارت إلى عامل آخر فرض هذا الواقع البري الجديد بين الجزائر وموريتانيا، ويتعلق الأمر بالضربات العسكرية المغربية بطائرات "الدرون" في إقليم الصحراء على مقربة من الحدود الموريتانية والجزائرية ضد التحرشات التي تقوم بها ميليشيات جبهة البوليساريو.
ووفق هذه التقارير، فإن العديد من القوافل التجارية الجزائرية كانت في السابق تعبر منطقة الصحراء المغربية للوصول إلى موريتانيا، إلا أن التدخلات العسكرية المغربية واستهداف كل تحركات مشبوهة في الصحراء، دفعت بالجزائر إلى البحث عن ممر آمن نحو موريتانيا ينطلق من حدودها بدل المخاطرة بالعبور من الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، تقول نفس التقارير، إن في السنتين الماضيتين كانت قافلة تجارية جزائرية هدفا لضربات بطائرات "الدرون" المغربية داخل الصحراء، وخلفت مصرع 3 جزائريين، ومنذ ذلك الحين بدأت الجزائر تفكر إيجاد منفذ لتنقل قوافلها التجارية نحو موريتانيا، قبل أن ينتهي الأمر مؤخرا بإحداث الممر البري "تندوف – الزيورات" الذي يتجنب الصحراء المغربية.
ومن جهة أخرى، فإن الجزائر تسعى إلى استقطاب موريتانيا بعلاقات تجارية، كخطوة الهدف منها أيضا محاولة عرقلة بمبادرة الأطلسي المغربية التي تتأسس على منح دول الساحل الواجهة الأطلسية المغربية لإنعاش تجارتها الخارجية، وقد وضع المغرب موريتانيا كأحد البلدان الهامة في هذه المبادرة.