لمواجهة تحدياتها الإقليمية.. الجزائر تحاول "صناعة" تكتل مغاربي مع تونس وليبيا بدون المغرب وموريتانيا

 لمواجهة تحدياتها الإقليمية.. الجزائر تحاول "صناعة" تكتل مغاربي مع تونس وليبيا بدون المغرب وموريتانيا
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 4 مارس 2024 - 19:33

في ظل استمرار مسلسل تصعيدها ضد المملكة، شرعت الجزائر أخيرا في تطبيق فكرة تكتل إقليمي مغاربي لكن هذه المرة بدون المغرب ولا موريتانيا، وهو ما أظهره الإعلان الرسمي عنه مساء أمس الأحد، الذي عمّمته رئاسة قصر المرادية، في محاولة منه لإطلاق رصاصة الرحمة على اتحاد المغرب العربي.

وينظر إلى التكتل الثلاثي المغاربي الذى أعلن عن ميلاده اليوم  بالجزائر  على أنه بداية فعلية لتفكيك الإتحاد المغاربي المؤسس من الدول الخمس (موريتانيا، المغرب، الجزائر ، تونس، ليبيا) عام 1989، سيما وأن رؤساء كل من الجزائر، تونس وليبيا اتفقوا على عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، لبحث المسائل المتعلقة بالتكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الدول الأعضاء التي ترتبط معا بحدود شاسعة، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة.

وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية، أن "السادة الرؤساء عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية وأخواه قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية ومحمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أجروا لقاءً ثلاثيًا، استعرضوا فيه مخرجات القمة السابعة للغاز المنعقدة في الجزائر"، كما تدارس الرؤساء المغاربيين الثلاث، الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، ليخلُص اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب.

 وتقرر، بموجب هذا الاتفاق الثلاثي بين الدول الأعضاء حسب المصدر ذاته، عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، ستكون نسخته الأولى في تونس مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، على أساس أن يُنظم بشكل دوري وفي كل مرة تحتضنه واحدة من العواصم الثلاث.

الرئاسة التونسية، بدورها أصدرت بيانا جاء فيه "اتفق الرئيسان (سعيد وتبون) على ضرورة تكثيف نسق التعاون، لا سيما عبر عقد اجتماعات اللجنة العليا، وغيرها من آليات العمل الثنائي، فضلاً على تنفيذ مشروعات مشتركة في المناطق الحدودية بين البلدين في أقرب الآجال".

وكان لافتاً إبعاد موريتانيا عن هذا التكتل المغاربي الإقليمي، وهي التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر، أول أمس السبت حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة، ما يعني أن الغزواني رفض الانضمام إلى تكتل مغاربي يستثنى المغرب باعتباره الركن الأساسي فى أي تكتل مغاربي جدي  يراد له البقاء. 

وكان تبّون قد مهّد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، الشهر الماضي، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، وسلم خلال الزيارة رسائل خطية من تبون لنظرائه المغاربيين، تناولت "مقترحات تخص تنسيق المواقف" وفق ما أعلن عنه، لكن من دون تفاصيل.

كما لمّح إلى هذا الشكل الجديد من التعاون المغاربي، رئيس حزب "حركة البناء الوطني"، عبد القادر بن قرينة، المشارك في الحكومة بوزيرين، في 11 فبراير الماضي، حينما دعا في تصريحات لوسائل الإعلام الجزائرية، إلى "بعث مشروع اتحاد المغرب العربي، وإحياء مؤسساته وإيجاد صيغ جديدة لتفعيله".

وعلاقة بالأوضاع في المنطقة، فإن الجزائر وتونس تتفقان في مقاربتهما للوضع في ليبيا إذ يدعمان التوجه لإجراء انتخابات رئاسية تضمن توحيد ليبيا وإعادة الشرعية لسلطة موحدة، ورفضهمها التدخل الأجنبي بكل أشكاله في الملف الليبي، الذي يؤرق بالهما بسبب المناطق الحدودية.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن قبل أيام عن إنشاء مناطق حرة مشتركة تجمع بلاده مع خمس دول في محيطها بين تونس وليبيا، ستساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدان بإزالة كل العوائق الحدودية والجمركية وإمكانية تطوير فضاءات للاستثمار داخل هذه المناطق.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...