بعد التحذير الأوروبي من فيروس "خطير" في شحنة فراولة قادمة من المغرب.. أونسا لـ "الصحيفة": فتحنا تحقيقا.. وسنُعاقب المتورطين
علمت "الصحيفة" من مصادر مسؤولة أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية فتح تحقيقا حول التحذير الصحي الذي وجهه نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية "RASFF" المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي، عقب رصد فيروس "التهاب الكبد الوبائي أ" في شحنة لفاكهة الفراولة قادمة من المغرب، على مستوى أحد الموانئ الإسبانية.
ووفق المعطيات التي تحصّل عليها الوقع من مصاد مسؤولة، فإن أجهزة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، استنفرت أطقمها بصفة مباشرة، وفور التعرّف على مصدر الشحنة موضوع التحذير الإسباني.
وأوضحت المصادر ذاتها، بأن اللجنة المختصة بتعزيز المراقبة بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) توجّهت فورا هذا التحذير إلى الضيعة المعنية من أجل رصد العيّنات اللازمة، بما فيها ماء السقي وكمية من الفراولة المنتجة، وإخضاعها للتحليل المخبري، لدى المختبر المعتمد الذي من المرتقب أن يُصدر نتائجه عشية اليوم الخميس، متوعّدة المعنيين بعقوبات رادعة في حالة أظهرت التحليلات المخبرية صحة تلوثها.
من جهة ثانية أكدت المصادر المسؤولة في حديثها لـ "الصحيفة"، أن الأمر يتعلّق بشحنة واحدة فقط موجّهة صوب التصدير، وهي موضوع التحذير الذي وجهه نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية "RASFF" المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي، مشدّدة على أن الضيعة مصدر هذه الفراولة لم توجّه البتّة منتجاتها صوب سوق الاستهلاك الوطنية، وبالتالي فإن هذه الشحنة غير معروضة في الأسواق المغربية.
وشدّدت "أونسا"، على أن الفراولة الموجودة في الأسواق الوطنية جميعها سليمة، وتستجيب لمعايير السلامة والجودة، كما أن أجهزة نظام الرصد والمراقبة مستنفرة على مستوى سوق الخضر والفواكه المعروضة على المستهلكين المغاربة، مضيفة: "خُضرنا وفواكهنا المعروضة في سوق الاستهلاك والموجهة إلى الأسواق الوطنية، جميعها مُطابقة لمعايير السلامة، وغير ملوثة وما حدث هو استثناء فقط ويهم الشحنة الموجهة إلى سوق التصدير".
وكان نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية "RASFF" المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي، قد وجّه تحذيرا صحيا بعد رصد فيروس "التهاب الكبد الوبائي أ" في شحنة لفاكهة الفراولة وصفت بـ "الحكيرة على مستوى أحد موانئ البلد قادمة من المغرب.
ووفق الإنذار، فإن الشحنة موضوع التحذير تتوفر على مستوى عال من الفيروس بتجاوزها 25 غرام، وهو ما قد ينتج عنه مشاكل صحية، فيما وُجه أصبع الاتهام لتلوث مياه سقي الفراولة بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي نفتح "أونسا" بالجملة مؤكدة أن مياه السقي جيدة.
ودخلت جمعيات ومنظمات فلاحية إسبانية على خط هذا الإشعار، إذ دقت منظمة "AVA ASAJA" المدافعة عن المزارعين في فالينسيا الإسبانيا ناقوس الخطر، مطالبة الحكومة الإسبانية، باتخاذ إجراءات عاجلة تماشيا مع هذا الإخطار الصحي.
كما بعثت نفس المنظمة، وفق الصحافة الإسبانية، برسائل تحذيرية إلى الاتحاد الأوروبي تدعو فيها إلى ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة بشأن البضائع الفلاحية المستوردة من المغرب، ومن باقي دول العالم الثالث، لحماية صحة المستهلكين الأوروبيين.
ويتوقع مراقبون أن تساهم هذه القضية في زيادة الحملات الإسبانية التي تقودها الهيئات الفلاحية والزراعية ضد البضائع المغربية الفلاحية، بعد احتجاجات انطلقت منذ أسابيع تدعو إلى تقليص الاستيراد من المغرب والاعتماد أكثر على الإنتاجات المحلية.
وتعتبر العديد من الهيئات الفلاحية في إسبانيا وفرنسا بأن سياسة الاتحاد الأوروبي الحالية التي تعتمد على الاستيراد بشكل أكبر من بلدان العالم الثالث، تؤثر سلبا على القطاع الفلاحي في أوروبا، وتشكل في نفس الوقت منافسة غير متكافئة في ظل تباين تكلفة الإنتاج بين أوروبا وباقي بلدان العالم الثالث.
وشهدت عدد من المدن الإسبانية في الأيام الماضية أعمالا تخريبية ضد شاحنات النقل الدولي التي تنقل البضائع الفلاحية القادمة من المغرب، من طرف الفلاحين والمزارعين المحليين، بهدف الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات لصالحهم.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، قد صرح عقب المجلس الحكومي يوم الخميس الماضي، أن الحكومة ستبدأ بتفعيل الوسائل الدبلوماسية للحد من الاعتداءات التي تتعرض لها البضائع المغربية عند ولوجها البلدان الأوروبية.