حزب "Sumar" يفاجئ البوليساريو بسحب مقترح من البرلمان يتعلق بمنح الجنسة للصحراويين المزدادين في فترة الاستعمار الإسباني
فاجأ حزب "سومر" الإسباني الذي تقوده اليسارية يولاندا دياز، جبهة البوليساريو الانفصالية، بسحب مقترح من البرلمان الإسباني، يتعلق بمطالبة الحكومة بإصدار قانون يمنح الجنسية الإسبانية لفائدة سكان إقليم الصحراء ممن ازدادوا في المنطقة خلال فترة الاستعمار الإسباني إلى غاية فبراير 1976.
وحسب منابر إعلامية موالية للبوليساريو، فإن حزب يولاند دياز كان قد تقدم بهذا المقترح في 30 نونبر 2023، وقد تم أخذ هذا المقترح بعين الاعتبار من طرف البرلمان الإسباني، لكن الحزب قرر سحبه اليوم الجمعة، دون تقديم أي توضيحات بشأن ذلك.
وكان المقترح، وفق نفس المصادر، لا يتعلق فقط بمنح الجنسية للمزدادين في الفترة الاستعمارية الإسبانية للصحراء فقط، بل أيضا لأبناء وأحفادهم، لكن بسحب المقترح من طرف الحزب الذي تقدم به، فإن ذلك يعني أن المقترح لن يتم مناقشته في المستقبل.
ويُرتقب أن يخرج من تصفهم البوليساريو بـ"ممثليها في إسبانيا"، بتصريحات صحفية حول هذا السحب الذي قام به حزب يولاندا دياز، خاصة أن الأخيرة كان قد اعتمدت في خطاباتها السياسية في الانتخابات العامة التي شهدتها إسبانيا في 27 يوليوز الماضي، على العديد من الشعارات الداعمة لجبهة البوليساريو، وذهبت إلى أبعد من ذلك وقدمت وعدا بالتراجع عن دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء في حالة فوزها بالانتخابات وتوليها رئاسة الحكومة.
وكانت العديد من الأصوات الموالية للبوليساريو، قد خرجت بانتقادات شديدة ضد يولاندا دياز، بعدما كانت قد أعلنت عن التحالف مع زعيم حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، لتشكيل حكومة جديدة في إسبانيا، من دون أن تفرض أي شروط بشأن قضية الصحراء لصالح الجبهة.
وحسب ما جاء في العديد من وسائل الإعلام المؤيدة للبوليساريو أنذاك، فإن دياز تخلت عن الجبهة في مفاوضاتها مع بيدرو سانشيز، حيث لم تتضمن وثيقة الاتفاق الثنائي بينهما، أي إشارة إلى جبهة البوليساريو أو قضية الصحراء، وهو ما يُعتبر بمثابة الطعنة في ظهر الجبهة الانفصالية.
وكانت يولاندا دياز قد رفعت العديد من الشعارات المدعمة لجبهة البوليساريو في حملاتها الانتخابية التي سبقت الانتخابات العامة لـ 26 يوليوز الماضي في إسبانيا، وهو ما دفع العديد من الجمعيات والمنظمات والكيانات الموالية للبوليساريو في إسبانيا لدعم حملات دياز التي جعلت الأخيرة تحصل على المركز الثالث من حيث عدد الأصوات والمقاعد.
وكانت من بين الشعارات التي رفعتها دياز لصالح البوليساريو في حملاتها الانتخابية، شعارات تدعو لدعم "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، كما قالت في أحد خطاباتها الانتخابية، بأنها في حالة إذا تولت رئاسة الحكومة الإسبانية، ستعمل على التراجع عن موقف مدريد الداعم للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وقُوبلت تصريحات دياز أنذاك، بإشادات واسعة من طرف الموالين لجبهة البوليساريو في إسبانيا، كما أشادت بها وسائل الإعلام التابعة للجبهة الانفصالية، قبل أن يتعرض الجميع إلى ما يُشبه "الصدمة"، جراء غياب أي بند في الاتفاق الثنائي مع سانشيز يتعلق بالصحراء، في حين تضمنت الوثيقة بنودا حول حرب أوكرانيا، وضرورة دعم فلسطين لإنشاء دولتها المستقلة.