غاب عن لقاء راهن فيه السكوري على دعم "البام".. هل بدأ وهبي ينعزل عن الحياة السياسية تمهيدا لمغادرة الحكومة؟
كان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، أبرز الغائبين عن اللقاء الذي شارك فيه، مساء أمس الثلاثاء، يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، والذي حل ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني بالرباط، في الوقت الذي شارك في اللقاء معظم زملائه في الحزب المشاركين في الحكومة.
وأعطى وهبي مؤشرا قويا عن ابتعاده عن الساحة السياسية تدريجيا، مقدما إرهاصا يؤكد ما سبق أن نشرته "الصحيفة" بخصوص احتمال ابتعاده عن منصبه كوزير للعدل أيضا خلال التعديل الحكومي المرتقب خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع وصول التجربة الحالية التي يقودها عزيز أخنوش، إلى منتصف ولايتها.
وغاب وهبي عن اللقاء الذي كان، بالنسبة للسكوري وحزب الأصالة والمعاصرة، فرصة لكسب نقاط في الصراع "المسكوت عنه" بينهما وبين رئيس الحكومة، الذي أعلن قبل بضعة أسابيع أن ملف "التشغيل" سيمثل أولوية بالنسبة له خلال الأيام الفترة المقبلة، في خضم الانتقادات الموجهة من داخل الأغلبية لعمل الوزير المكلف بالقطاع.
وكان حضور وهبي، باعتباره الشخص الذي قاد "البام" خلال المرحلة السابقة، والذي "تزعم" وزراؤه داخل التحالف الحكومي، مُهما لإبداء دعم قيادات الحزب للسكوري، المُطارد بأرقام المندوبية السامية للتخطيط، التي أعلنت التي أعلنت، في فبراير الماضي، أن معدل البطالة ارتفع من 11,8 إلى 13 في المائة على المستوى الوطني ما بين سنة 2022 و2023.
وكانت المذكرة الإخبارية الصادرة عن المندوبية، قد تحدثت عن أن حجم البطالة ارتفع بـ 138.000 شخص، منتقلا من 1.442.000 شخص في سنة 2022 إلى 1.580.000 شخص في سنة 2023، وهو ما يعادل ارتفاعا بنسبة 10 في المائة، ونتج هذا الارتفاع عن نمو قدره 98.000 عاطل عن العمل بالوسط الحضري و40.000 بالوسط القروي، الأمر الذي مثل صفعة لأخنوش والسكوري معا.
وخلال لقاء الأمس بدا دعم اسماء أخرة من "البام" للسكوري واضحا، من خلال مشاركة العديد من الوجوه المنتمية لحزبه، إذ رغم غياب فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الثلاثية، حضر العضوان الآخران، محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، والبرلماني صلاح الدين أبو الغالي، كما حضرت زميلته في الحزب، ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
وبينما غاب وهبي، حضر العديد من الأمناء العامين الحاليين والسابقين للأحزاب السياسية، مثل محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ومحمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، والأمين العام السابق للحزب نفسه، محند العنصر، إلى جانب الأمين العام للحكومة محمد الحجوي.