ماكرون يبعث وزير التجارة الخارجية إلى الرباط لتفادي "احتكار" إسبانيا تنفيذ المشاريعَ المستقبلية في المغرب قبل المونديال
تحاول فرنسا إعادة علاقاتها الاقتصادية مع المغرب إلى طبيعتها، تزامنا مع مساعيها لإعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث اختار الرئيس إيمانويل ماكرون بعث فرانك ريستر، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، إلى الرباط، بعد غد الخميس، كثاني عضو في حكومة غابريل أتال يزور المملكة، بعد وزير الخارجية ستيفان سيجورني.
وسيزور ريستر، وهو الوزير المنتدب في الخارجية، المكلف بالتجارة الخارجية والجاذبية والفرانكفونية والفرنسيين المقيمين بالخارج، المغرب في زيارة رسمية، وفق ما أعلنت عنه وسائل إعلام فرنسية بداية الأسبوع الجاري، محملا بعدة ملفات تتعلق بالشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية، وذلك بعد نحو 6 أسابيع على زيارة سيجورني إلى الرباط.
ومن المنتظر أن يلتقي ريسنر، الذي سبق أن زار المغرب سنة 2021 عندما كان عضوا في الحكومة السابقة، التي كانت ترأسها إليزابيث بورن، بكل من رياض مزور، وزير التجارة والصناعة، ومحسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية.
ويأتي ذلك في ظرفية تشهد تقاربا كبيرا بين المغرب وإسبانيا، المستفيد الرئيس من التباعد بين الرباط وباريس المسجل منذ 2021، إذ عمدت مدريد إلى تقوية علاقاتها الاقتصادية مع المملكة، في ظل استعداد البلدين، إلى جانب البرتغال، لاحتضان كأس العالم 2030، وهو الحدث الذي سيُخصص له المغرب استثمارات كبيرة.
وفي فبراير الماضي، زار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، المغرب، والتقى بالملك محمد السادس، حيث أعلن عن انخراط بلاده في العمل مع المغرب على مشاريع البنى التحتية، متوقعا أن تضخ المملكة استثمارات بقيمة 45 مليار أورو في أفق سنة 2050، كما أشاد بالتطور المستمر للمبادلات التجارية بين البلدين.
تلت ذلك بأيام زيارة لوزير النقل والتنقل المستدام الإسباني أوسكار بوينتي سانتياغو إلى الرباط، التقى خلالها وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، ووزير التجهيز والماء نزار بركة، حيث صرح قائلا "المغرب أطلق مؤخرا مشاريع لتطوير شبكة السكك الحديدية، وتتطلع إسبانيا إلى المساهمة في هذا الورش، بالنظر إلى خبرتها في هذا المجال".
وانتبهت فرنسا إلى أن مدريد أصبحت تسحب البساط من تحت قدميها تدريجيا بخصوص الشراكة الاقتصادية مع المغرب، التي يدعمها التقارب السياسي بين البلدين منذ 2022، حين أعلن إسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، الأمر الذي ترسخ بشكل أكبر مع إعلان "الفيفا" قبول ملف الترشح المونديال المشترك، المغربي الإسباني البرتغالي، مرشحا وحيدا لاحتضان كأس العالم 2030.
وكان وزير أوروبا والخارجية ستيفان سيجورني، أول عضو في الحكومة الفرنسية الجديدة يزور المغرب، والتقى بنظيره وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بهدف مُعلن وواضح وهو تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإخراجها من مرحلة الأزمة التي عمرت طويلا، حيث أكد أن ملف الصحراء يتصدر أولويات الرحلة.
وتحدث سيجورني حينها عن دعم بلاده "الواضح والثابت" لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب، مؤكدا أنه بالنسبة لفرنسا "حان الوقت لتحقيق تقدم في هذه القضية"، مذكرا بأن فرنسا كانت أول بلد يدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي سنة 2007، مضيفا أنه "في إطار الاستمرارية المنطقية لهذا الالتزام، حان الوقت لتحقيق تقدم".